الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( غوا ) * فيه " من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما فقد غوى " يقال : غوى يغوي غيا وغواية فهو غاو : أي ضل . والغي : الضلال والانهماك في الباطل .

                                                          ( س ) ومنه حديث الإسراء " لو أخذت الخمر غوت أمتك " أي ضلت .

                                                          [ ص: 398 ] * ومنه الحديث " سيكون عليكم أئمة إن أطعتموهم غويتم " أي إن أطاعوهم فيما يأمرونهم به من الظلم والمعاصي غووا وضلوا .

                                                          وقد كثر ذكر " الغي والغواية " في الحديث .

                                                          * وفي حديث موسى وآدم - عليهما السلام - " لأغويت الناس " أي خيبتهم . يقال : غوى الرجل إذا خاب ، وأغواه غيره .

                                                          ( هـ ) وفي حديث مقتل عثمان " فتغاووا والله عليه حتى قتلوه " أي تجمعوا وتعاونوا . وأصله من الغواية ، والتغاوي : التعاون في الشر . ويقال بالعين المهملة .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث المسلم قاتل المشرك الذي كان يسب النبي " فتغاوى المشركون عليه حتى قتلوه " ويروى بالعين المهملة ، وقد تقدم ، إلا أن الهروي ذكر مقتل عثمان في الغين المعجمة ، والآخر في العين المهملة .

                                                          ( هـ ) وفي حديث عمر " إن قريشا تريد أن تكون مغويات لمال الله " قال أبو عبيد : هكذا روي . والذي تكلمت به العرب " مغويات " بفتح الواو وتشديدها ، واحدتها : مغواة ، وهي حفرة كالزبية تحفر للذئب ، ويجعل فيها جدي إذا نظر إليه سقط عليه يريده . ومنه قيل لكل مهلكة : مغواة .

                                                          ومعنى الحديث أنها تريد أن تكون مصائد للمال ومهالك ، كتلك المغويات .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية