( جرم ) الجيم والراء والميم أصل واحد يرجع إليه الفروع . فالجرم القطع . ويقال لصرام النخل الجرام . وقد جاء زمن الجرام . وجرمت صوف الشاة وأخذته . والجرامة : ما سقط من التمر إذا جرم . ويقال : الجرامة ما التقط من كربه بعد ما يصرم . ويقال سنة مجرمة ، أي تامة ، كأنها تصرمت عن تمام . وهو من تجرم الليل ذهب . والجرام والجريم : التمر اليابس . فهذا كله متفق لفظا ومعنى وقياسا .
[ ص: 446 ] ومما يرد إليه قولهم جرم ، أي كسب ; لأن الذي يحوزه فكأنه اقتطعه . وفلان جريمة أهله ، أي كاسبهم . قال :
جريمة ناهض في رأس نيق ترى لعظام ما جمعت صليبا
يصف عقابا . يقول : هي كاسبة ناهض . أراد فرخها . والجرم والجريمة : الذنب وهو من الأول ; لأنه كسب ، والكسب اقتطاع . وقالوا في قولهم " لا جرم " : هو من قولهم جرمت أي كسبت . وأنشدوا :
ولقد طعنت أبا عيينة طعنة جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا
أي كسبتهم غضبا . والجسد جرم ، لأن له قدرا وتقطيعا . ويقال مشيخة جلة جريم ، أي عظام الأجرام .
فأما قولهم لصاحب الصوت : إنه لحسن الجرم ، فقال قوم : الصوت يقال له الجرم . وأصح من ذلك قول
nindex.php?page=showalam&ids=13147أبي بكر بن دريد : إن معناه حسن خروج الصوت من الجرم . وبنو جارم في العرب . والجارم : الكاسب ، وهو قول القائل :
والجارمي عميدها
وجرم هو الكسب ، وبه سميت
جرم ، وهما بطنان : أحدهما في
قضاعة ، والآخر في
طي .
[ ص: 447 ]
( جِرْمٌ ) الْجِيمُ وَالرَّاءُ وَالْمِيمُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَرْجِعُ إِلَيْهِ الْفُرُوعُ . فَالْجِرْمُ الْقَطْعُ . وَيُقَالُ لِصَِرَامِ النَّخْلِ الْجَِرَامِ . وَقَدْ جَاءَ زَمَنُ الْجَِرَامِ . وَجَرَمْتُ صُوفَ الشَّاةِ وَأَخَذْتُهُ . وَالْجُرَامَةُ : مَا سَقَطَ مِنَ التَّمْرِ إِذَا جُرِمَ . وَيُقَالُ : الْجُرَامَةُ مَا الْتُقِطَ مِنْ كَرَبِهِ بَعْدَ مَا يُصْرَمُ . وَيُقَالُ سَنَةٌ مُجَرَّمَةٌ ، أَيْ تَامَّةٌ ، كَأَنَّهَا تَصَرَّمَتْ عَنْ تَمَامٍ . وَهُوَ مِنْ تَجَرَّمَ اللَّيْلُ ذَهَبَ . وَالْجَرَامُ وَالْجَرِيمُ : التَّمْرُ الْيَابِسُ . فَهَذَا كُلُّهُ مُتَّفِقٌ لَفْظًا وَمَعْنًى وَقِيَاسًا .
[ ص: 446 ] وَمِمَّا يُرَدُّ إِلَيْهِ قَوْلُهُمْ جَرَمَ ، أَيْ كَسَبَ ; لِأَنَّ الَّذِي يَحُوزُهُ فَكَأَنَّهُ اقْتَطَعَهُ . وَفُلَانٌ جَرِيمَةُ أَهْلِهِ ، أَيْ كَاسِبُهُمْ . قَالَ :
جَرِيمَةَ نَاهِضٍ فِي رَأْسِ نِيقٍ تَرَى لِعِظَامِ مَا جَمَعَتْ صَلِيبًا
يَصِفُ عُقَابًا . يَقُولُ : هِيَ كَاسِبَةُ نَاهِضٍ . أَرَادَ فَرْخَهَا . وَالْجُرْمُ وَالْجَرِيمَةُ : الذَّنْبُ وَهُوَ مِنَ الْأَوَّلِ ; لِأَنَّهُ كَسْبٌ ، وَالْكَسْبُ اقْتِطَاعٌ . وَقَالُوا فِي قَوْلِهِمْ " لَا جَرَمَ " : هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ جَرَمْتُ أَيْ كَسَبْتُ . وَأَنْشَدُوا :
وَلَقَدْ طَعَنْتُ أَبَا عُيَيْنَةَ طَعْنَةً جَرَمَتْ فَزَارَةَ بَعْدَهَا أَنْ يَغْضَبُوا
أَيْ كَسَبَتْهُمْ غَضَبًا . وَالْجَسَدُ جِرْمٌ ، لِأَنَّ لَهُ قَدْرًا وَتَقْطِيعًا . وَيُقَالُ مَشْيَخَةٌ جِلَّةُ جَرِيمٍ ، أَيْ عِظَامُ الْأَجْرَامِ .
فَأَمَّا قَوْلُهُمْ لِصَاحِبِ الصَّوْتِ : إِنَّهُ لَحَسَنُ الْجِرْمِ ، فَقَالَ قَوْمٌ : الصَّوْتُ يُقَالُ لَهُ الْجِرْمُ . وَأَصَحُّ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=13147أَبِي بَكْرِ بْنِ دُرَيْدٍ : إِنَّ مَعْنَاهُ حُسْنُ خُرُوجِ الصَّوْتِ مِنَ الْجِرْمِ . وَبَنُو جَارِمٍ فِي الْعَرَبِ . وَالْجَارِمُ : الْكَاسِبُ ، وَهُوَ قَوْلُ الْقَائِلِ :
وَالْجَارِمِيُّ عَمِيدُهَا
وَجَرْمٌ هُوَ الْكَسْبُ ، وَبِهِ سُمِّيَتْ
جَرْمٌ ، وَهُمَا بِطْنَانِ : أَحَدُهُمَا فِي
قُضَاعَةَ ، وَالْآخَرُ فِي
طَيٍّ .
[ ص: 447 ]