الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( أزل ) وأما الهمزة والزاء واللام فأصلان : الضيق والكذب . قال الخليل : الأزل الشدة ، تقول هم في أزل من العيش : إذا كانوا في سنة أو بلوى . قال :


                                                          ابنا نزار فرجا الزلازلا عن المصلين وأزلا آزلا

                                                          قال الشيباني : أزلت الماشية والقوم أزلا ، أي : ضيقت عليهم . وأزلت الإبل : حبست عن المرعى . وأنشد ابن دريد :


                                                          حلف خشاف فأوفى قيله     ليرعين رعية مأزوله

                                                          ويقال : أزل القوم يؤزلون : إذا أجدبوا . قال :


                                                          فليؤزلن وتبكؤن لقاحه     ويعللن صبيه بسمار

                                                          السمار : المذيق الذي يكثر ماؤه . والآزل : الرجل المجدب . قال شاعر :


                                                          من المربعين ومن آزل     إذا جنه الليل كالناحط

                                                          قال الخليل : يقال : أزلت الفرس : إذا قصرت حبله ثم أرسلته في مرعى . قال أبو النجم :


                                                          لم يرع مأزولا ولما يعقل

                                                          [ ص: 97 ] وأما الكذب فالإزل ، قال ابن دارة :


                                                          يقولون إزل حب ليلى وودها     وقد كذبوا ما في مودتها إزل

                                                          وأما الأزل الذي هو القدم فالأصل ليس بقياس ، ولكنه كلام موجز مبدل ، إنما كان " لم يزل " فأرادوا النسبة إليه فلم يستقم ، فنسبوا إلى يزل ، ثم قلبوا الياء همزة فقالوا أزلي ، كما قالوا في ذي يزن حين نسبوا الرمح إليه : أزني .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية