الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( بزو ) الباء والزاء والواو أصل واحد ، وهو هيئة من هيئات الجسم في خروج صدر ، أو تطاول ، أو ما أشبه ذلك . يقال للرجل الذي دخل ظهره وخرج صدره : هو أبزى . قال كثير :


                                                          من القوم أبزى منحن متباطن

                                                          وقال قوم : تبازى : إذا حرك عجزه في مشيته . قال أبو عبيد : الإبزاء أن يرفع الإنسان مؤخره ، يقال منه أبزى يبزي . والبازي يبزو في تطاوله ، أو إيناسه ، وقد يقال له الباز بلا ياء في ضرورة الشعر . قال عنترة يذكر فرسا :

                                                          [ ص: 246 ]

                                                          كأنه باز دجن فوق مرقبة     جلا القطا فهو ضاري سملق سنق

                                                          البازي في الدجن أشد طلبا للصيد ، ضاري سملق ، أي : معتاد للصيد في السملق ، وهي الصحراء . سنق : بشم . وأظن أنا أن وصفه إياه بالبشم ليس بجيد . ويقولون : أخذت من فلان بزو كذا ، أي المبلغ الذي يبلغه ويرتفع إليه . وربما قالوا أبزيت بفلان : إذا بطشت به; وهو من هذا لأنه يعلوه ويقهره .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية