الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( ثلج ) الثاء واللام والجيم أصل واحد ، وهو الثلج المعروف . ومنه تتفرع الكلمات المذكورة في بابه . يقال أرض مثلوجة إذا أصابها الثلج . فإذا قالوا [ ص: 386 ] رجل مثلوج الفؤاد فهو البليد العاجز . وهو من ذلك القياس ، والمعنى أن فؤاده كأنه ضرب بثلج فبردت حرارته وتبلد . قال :


                                                          تنبه مثلوج الفؤاد مورما

                                                          وإذا قالوا ثلج بخبر أتاه ، إذا سر به ، فهو من الباب أيضا ; وذلك أن الكرب إذا جثم على القلب كانت له لوعة وحرارة ، فإذا ورد ما يضاده جاء برد السرور . وهذا شائع في كلامهم . ألا تراهم يقولون في الدعاء عليه : أسخن الله عينه . فإذا دعوا له قالوا : أقر الله عينه . ويحملون على هذا فيقولون : حفر حتى أثلج ، إذا بلغ الطين المجتمع مع ندوته بالثلج .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية