( وللإمام جعل القاسم حاكما في التقويم    ) وحينئذ ( فيعمل فيه بعدلين ) ذكرين يشهدان عنده به لا بأقل منهما ( ويقسم ) بنفسه وله العمل فيه بعلمه كما علم من كلامه في القضاء  ،  وعلم من كلامه أنه لا يشترط معرفته بالقيمة  ،  فيرجع لعدلين خبيرين وقيل : يشترط ورجحه البلقيني  في غير قسمة الإفراز والمعتمد الأول نعم يستحب ذلك خروجا من الخلاف ( ويجعل الإمام    ) وجوبا كما هو ظاهر ( رزق منصوبه من بيت المال ) من سهم المصالح  ؛  لأنه من المصالح العامة ( فإن لم يكن ) فيه مال  ،  أو ثم مصرف أهم أو منع ظلما  ،  ولهذا العموم الذي قد يستفاد من عبارته حذف قول أصله فيه مال ( فأجرته على الشركاء ) إن استأجروه لا إن عمل ساكتا وذلك  ؛  لأنه يعمل لهم مع التزامهم له عوضا وليس للإمام حينئذ تعيين قاسم أي : يحرم عند القاضي ويكره عند الفوراني  وذلك  ؛  لأنه يتغالى في الأجرة أو يواطئه بعضهم فيحيف أما لو استأجره بعضهم  [ ص: 196 ] فالكل عليه وإنما حرم على القاضي أخذ أجرة على الحكم مطلقا  ؛  لأنه حق الله تعالى وما هنا حق متمحض للآدمي ومن ثم كان القضاء فرضا دون القسمة  ،  ونظر ابن الرفعة  في عدم فرضيتها ثم فرق بما يقتضي أن للقاضي أخذ الأجرة إذا قسم بينهم ونظر فيه أيضا وليس النظر بالواضح  ؛  لأنه لم يأخذها من حيث القضاء بل من حيث مباشرته للقسمة الغير المتوقفة على القضاء ( فإن استأجروه ) كلهم معا . 
( وسمى كل منهم قدرا ) كاستأجرناك لتقسم هذا بيننا بدينار على فلان  ،  ودينارين على فلان  ،  وثلاثة على فلان أو وكلوا من عقد لهم كذلك ( لزمه ) أي : كلا ما سماه ولو فوق أجرة المثل ساوى حصته أم لا أما مرتبا فيجوز على المنقول المنصوص ومن ثم قال الإسنوي  وغيره : أنه المعروف فجزم الأنوار وغيره بعدم الصحة إلا برضا الباقين  ؛  لأن ذلك يقتضي التصرف في ملك غيره بغير إذنه ضعيف نقلا  ،  وإن كان قويا مدركا ومن ثم اعتمده البلقيني  وعليه له ذلك في قسمة الإجبار من الحاكم ( وإلا ) يسم كل منهم قدرا بل أطلقوه ( فالأجرة موزعة على الحصص )  ؛  لأنها من مؤن الملك كنفقة المشترك هذا في غير قسمة للتعديل  ،  أما فيها فإنها توزع بحسب المأخوذ قلة وكثرة لا بحسب الحصص الأصلية  ؛  لأن العمل في الكثير أكثر منه في القليل هذا إن صحت الإجارة وإلا وزعت أجرة المثل على قدر الحصص مطلقا  [ ص: 197 ] كما لو أمر القاضي من يقسم بينهم إجبارا ( وفي قول على الرءوس )  ؛  لأن العمل في النصيب القليل كهو في الكثير 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					