الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      فيمن غصب جارية فادعى أنه قد استهلكها أو قال هلكت فاختلفا في صفتها قلت : أرأيت إن غصبني رجل جارية فادعى أنه استهلكها ، أو قال : هلكت الجارية ، فاختلفنا في صفتها أنا والغاصب ؟

                                                                                                                                                                                      قال : القول قول الغاصب في الصفة إذا أتى بما يشبه مع يمينه ، فإن أتى بما لا يشبه ، فالقول قول المغصوب منه الجارية في الصفة مع يمينه .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن ضمنها قيمتها ، ثم ظهرت الجارية عند الغاصب بعد ذلك ، أيكون للمغصوب منه أن يأخذها ويرد القيمة ؟

                                                                                                                                                                                      قال : إن علم أن الغاصب أخفاها على المغصوب منه ، فله أن يأخذ جاريته . وإن لم يعلم ذلك فليس له أن يأخذها إلا أن يكون الغاصب حلف عن صفتها وغرم قيمة تلك الصفة ، فظهرت الجارية بعد ذلك مخالفة لتلك الصفة خلافا بينا ، فيكون للمغصوب منه الجارية أن يرد ما أخذ ويأخذ جاريته ، وإن شاء تركها وحبس ما أخذ من قيمة جاريته ; لأنه إنما جحده بعض القيمة ، فلذلك رجع عليه بالذي جحده .

                                                                                                                                                                                      قلت : وهذا قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : هذا رأيي .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية