الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن هلك رجل وترك ورثة وترك دينا على رجال شتى وترك عروضا ليست بدين ، فاقتسما ، فأخذ أحدهما الدين على أن يتبع الغرماء ، وأخذ الآخر العروض ، أيجوز هذا في قول مالك أم لا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : إذا كان الغرماء حضورا وجمع بينهم وبينه فذلك جائز ، وإن كانوا غيبا فذلك غير جائز . قال : وهذا قول مالك في [ ص: 277 ] البيوع ، أنه قال لا خير في أن يشتري دينا على غريم غائب إذا كان بحال ما وصفت لك .

                                                                                                                                                                                      قلت : هل تقسم الديون على الرجال في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قال مالك : يقتسمون ما كان على كل رجل منهم ولا يقسم الرجل ; لأن هذا يصير ذمة بذمة وهو قول مالك . وبلغني أن مالكا قال : سمعت بعض أهل العلم يقول : الذمة بالذمة من وجه الدين بالدين .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية