الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت لو أن رجلا هلك وترك ابنين ، أحدهما مسلم والآخر نصراني ، فادعى المسلم أن أباه مات مسلما ، وقال الكافر : بل مات أبي كافرا ، القول قول من وكيف ؟ إن أقاما جميعا البينة على [ ص: 49 ] دعواهما وتكافأت البينتان ؟

                                                                                                                                                                                      قال : كل شيء لا يعرف لمن هو يدعيه رجلان فإنه يقسم بينهما . فأرى هذا كذلك إذا كانت بينة المسلم والنصراني مسلمين .

                                                                                                                                                                                      قلت : أوليس هذا قد أقام البينة أن والده مسلم ، صلي عليه ودفن في مقبرة المسلمين ، فكيف لا يجعل الميراث لهذا المسلم ؟

                                                                                                                                                                                      قال : ليست الصلاة شهادة .

                                                                                                                                                                                      قال : وأما المال فأقسمه بينهما وأما إذا لم تكن لهما بينة وعرف أنه كان نصرانيا ، فهو على النصرانية حتى يقيم المسلم البينة أنه مات على الإسلام ; لأن أباه نصراني يعرف الناس أن أباه كان نصرانيا ، فهو كذلك حتى يقيم بينة أنه مات على الإسلام ; لأنه مدع إلا أن يقيما جميعا البينة كما ذكرت لك من تكافؤ البينتين . وقال غيره : يكون المال للمسلم بعد أن يحلف على دعوى النصراني ; لأن بينة المسلم زادت حين زعمت أنه مسلم .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية