الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في الرجلين يتحملان بالحمالة يغيب أحدهما والمتحمل به فيؤدي الحاضر المال ثم يعدم المتحمل والذي عليه الحق فيريد الحميل أن يتبع صاحبه بما أدى عنه وصاحب الحق مليء قلت : أرأيت لو أن رجلين كفيلين تكفلا عن رجل بألف درهم ، وكل واحد كفيل ضامن بما على صاحبه ، فغاب الذي تكفل عنه وغاب أحد الكفيلين ، فلزم الكفيل الحاضر وأدى المال ، ثم قدم الذي عليه الأصل والكفيل الآخر وكلاهما مليء ، فأراد الكفيل أن يتبع الكفيل الآخر بنصف ما أدى عنه ، أيكون ذلك له والذي عليه الأصل مليء ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم .

                                                                                                                                                                                      قلت : ولم وقد قال مالك في الذي عليه الأصل : إذا كان مليا ، لم يكن للطالب أن يأخذ الكفيل بالمال ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا يشبه الكفيلين ههنا الذي عليه الأصل ; لأن الكفيلين إذا أدى أحدهما عن صاحبه ، وكل واحد منهما كفيل ضامن بما على صاحبه ، فإنه يرجع على أيهما شاء ، على صاحب الأصل أو على الكفيل الذي تكفل معه ; لأنه حين أدى صار دينا له عليهما .

                                                                                                                                                                                      قلت : وهذا في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : هذا رأيي .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية