الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      فيمن رهن رجلا نمطا وجبة فادعى المرتهن أن النمط كان وديعة وقد ضاع منه وادعى الراهن الجبة كانت وديعة والنمط رهنا قلت : أرأيت إن دفعت إلى رجل ثوبين ، أحدهما نمط والآخر جبة ، فقال المدفوع إليه الثوبان : أما النمط فكان وديعة وقد ضاع ، وأما الجبة فرهن وهي عندي . وقال رب الثوبين : بل كان النمط رهنا والجبة وديعة ، القول قول من في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : ما سمعت من مالك فيه شيئا ، ولكن أرى هذه المسألة مثل المسألة الأولى ، القول قول الراهن في أن الثوب الباقي ليس برهن ، ولا تكون دعوى المرتهن شيئا ههنا إلا ببينة ، ولا يلزم المرتهن من ضياع الثوب الذاهب شيء ; لأنه قال : إنما كان وديعة عندي ، وكل واحد منهما مدع على صاحبه .

                                                                                                                                                                                      قال سحنون : فليس يصدق صاحب الثوبين فيما ادعى أن الثوب الذاهب ، كان رهنا وليس على الذي كان في يديه من غرمه شيء ، وليس يصدق الذي في يديه الثوب أن الباقي هو الراهن وليس هو برهن ، ولكن يأخذ صاحب الثوب ثوبه ، ويبرأ هذا من ضمان الثوب الذي ذهب ; لأنه زعم أنه كان وديعة ، ويتبعه بدينه الذي له عليه .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية