الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت لو أن قوما ورثوا رجلا فقسم القاسم بينهم الرقيق والإبل والدور والعروض ، فجعل السهام على عدد الفرائض فأقرع بينهم ، فخرج سهم رجل والورثة عشرة رجال ، فقال بعض ممن بقي لا نجيز القسمة ، أو قالوا ما عدلت في هذا القسم فاردده ، أو قالوا دع هذا السهم الذي خرج لصاحبه واخلط هذا الذي بقي فاقسمه بيننا فإنك لم تعدل فيه ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا ينظر إلى قول الذين أبوا وقالوا اردد القسمة ، ولكن يقرع بينهم وينظر القاضي في ذلك ، فإن كان قد عدل في القسمة أمضاه بينهم وإلا أبطله ، وذلك أن مالكا قال : لو أن القاضي بعث رجلا يقسم بين ورثة ما ورثوا من دور أو غير ذلك ، فادعى بعضهم أن القاسم قد جار عليهم .

                                                                                                                                                                                      قال مالك ينظر القاضي في ذلك ، فإن كان قد جار عليهم أو غلط رد القسمة . قال : ولم ير مالك قسم القاسم بمنزلة حكم الحاكم .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية