الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن شهد عليه أربعة بالزنا أحدهم عبد أو مسخوط فلم يعلم الإمام بذلك حتى أقام على المشهود عليه الحد رجما أو جلدا ثم علم بهم بعد ذلك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : أرى أن يحد هؤلاء الشهود كلهم إذا كان أحدهم عبدا ، وإن كان أحدهم مسخوطا لم يحدوا . والمسخوط في هذا مخالف للعبد لأنه حر ، وقد اجتهد الحاكم في تعديله وتزكيته ، فلا أرى عليهم ولا عليه حدا . ولا يشبه العبد هؤلاء الذين رجع منهم واحد بعد إقامة الحد وقد كانوا عدولا ، لأن الشهادة أولا قد ثبتت بعدالة الذين جرحوا ، وإن الذين كان منهم العبد لم تثبت لهم شهادة ، إنما كان ذلك خطأ من السلطان . قلت : أفيكون لهذا المرجوم على الإمام دية أم لا ؟

                                                                                                                                                                                      قال إن كان الشهود علموا بذلك رأيت الدية عليهم ، وإن لم يعلموا رأيته من خطأ الإمام ، والدية على عاقلة الإمام ، ولا يكون على العبد في الوجهين شيء .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية