الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن قتل رجل رجلا - وللمقتول عصبة وبنات - فعفا بعض البنات وقال بعضهن : نحن نقتل ؟ قال : ينظر إلى قول العصبة ، فإن قالوا : نحن نقتل . كان القتل أولى . وإن قالوا نحن نعفو . كان العفو أولى . وكذلك أرى ; لأن العصبة قد عفت وعفا بعض البنات ، فليس لمن بقي من البنات القتل ; لأن العصبة إذا عفت جميعا ، فإنما للبنات أن يقتلن إذا اجتمعن على القتل ، فإن افترقن فقال بعضهن : نقتل وقال بعضهن : نعفو . كان العفو أولى ، بمنزلة الإخوة إذا كانوا ولاة الدم فعفا بعضهم ، لم يكن لمن بقي أن يقتل ، فكذلك البنات حين عفت العصبة ، كان لهن أن يقتلن إذا اجتمعن على القتل ، فإذا افترقن فليس لهن أن يقتلن مثل ما كان للإخوة ; لأن الدم قد صار لهن حين عفت العصبة مثل ما وصفت لك في البنين .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن افترقت العصبة والبنات فقال بعض العصبة : نحن نقتل . وقال بعضهم : نحن نعفو . وافترق البنات أيضا مثل ذلك ؟ قال : فلا سبيل إلى القتل ولم أسمع هذا من مالك ولكنه رأيي .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية