[ ص: 159 ] [فصل]
في
nindex.php?page=treesubj&link=34080_34079_34077المثل والكفو في الكتاب والسنة ولغة العرب
قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم [محمد :38] ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم [يس :81] ، وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=95فجزاء مثل ما قتل من النعم [المائدة :95] ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وجزاء سيئة سيئة مثلها [الشورى :40] ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به [النحل :126] ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=194فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم [البقرة :194] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=treesubj&link=33289_33285«لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل ، ولا تبيعوا الفضة بالفضة إلا مثلا بمثل » وذكر الحديث .
وقال عمر بن الخطاب : لأمنعن فروج ذوات الأحساب إلا في الأكفاء .
وذكر الفقهاء المكافأة في النكاح وفي القصاص وفي محلل الرمي ، فهناك يعتبر كون الزوج كفؤا ، وفي القصاص أن يكون المقتول كفؤا ،
[ ص: 160 ] وفي السباق أن يكون المحلل يكافئ فرسه فرسهما ورميه رميهما .
وذكروا المماثلة في ضمان الأموال بالغصب والإتلاف ، فإذا كان المال مثلها وهو المكيل والموزون ضمن بمثله ، وفي غيره خلاف . وكذلك في الربا العلة التماثل في المشهور عندنا ، فلا تباع المثليات وهي المكيل والموزون إلا مثلا بمثل .
nindex.php?page=hadith&LINKID=662043وقالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة : مثلي يغار على مثلك يا رسول الله!
وقال حسان بن ثابت :
أتهجوه ولست له بمثل . . . فشركما لخيركما فداء
[كل] هذا يدل على أن الأجسام ليست متماثلة في الكتاب والسنة ولغة العرب ، وأن الهواء ليس مثل النار ، ولا النبات مثل الحيوان ، وأن ما اصطلح عليه بعض المتكلمين إما أن يكون فاسدا في المعنى ، وإما أن يكون اصطلاحا ليس هو لغة العرب ، فلا يجوز حمل نصوص الكتاب والسنة وكلام السلف على اصطلاح حادث مخالف لاصطلاحهم .
ويعرف بهذا أن تسميتهم مثبتة الصفات مشبهة أو ممثلة إنما على ما حدوا به التماثل و . . . . . . في الحدود التي خرجوا بها عن حدودها
[ ص: 161 ] في الكتاب والسنة وكلام السلف والعرب . وحينئذ فلا بد . . . . . . . في نصوص الكتاب والسنة ، فلا يصف [الله إلا] باسم ليس في الشرع ما يذمه ، فإن الذي حمده زين وذمه شين هو الله . . . . . . . .
وقوله في حديث الصورة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=690076«لا يقولن أحدكم : قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك » يدل على أنه ليس ممتنعا من كل وجه كما هو قول . . . . . . . . .
[ ص: 159 ] [فَصْلٌ]
فِي
nindex.php?page=treesubj&link=34080_34079_34077الْمِثْلِ وَالْكُفْوِ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَلُغَةِ الْعَرَبِ
قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ [مُحَمَّدٍ :38] ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ [يس :81] ، وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=95فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ [الْمَائِدَةِ :95] ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٍ مِثْلُهَا [الشُّورَى :40] ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ [النَّحْلِ :126] ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=194فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ [الْبَقَرَةِ :194] .
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=treesubj&link=33289_33285«لَا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ ، وَلَا تَبِيعُوا الْفِضَّةَ بِالْفِضَّةِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ » وَذَكَرَ الْحَدِيثَ .
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : لَأَمْنَعَنَّ فُرُوجَ ذَوَاتِ الْأَحْسَابِ إِلَّا فِي الْأَكْفَاءِ .
وَذَكَرَ الْفُقَهَاءُ الْمُكَافَأَةَ فِي النِّكَاحِ وَفِي الْقِصَاصِ وَفِي مُحَلِّلِ الرَّمْيِ ، فَهُنَاكَ يُعْتَبَرُ كَوْنُ الزَّوْجِ كُفُؤًا ، وَفِي الْقِصَاصِ أَنْ يَكُونَ الْمَقْتُولُ كُفُؤًا ،
[ ص: 160 ] وَفِي السِّبَاقِ أَنْ يَكُونَ الْمُحَلِّلُ يُكَافِئُ فَرَسُهُ فَرَسَهُمَا وَرَمْيُهُ رَمْيَهُمَا .
وَذَكَرُوا الْمُمَاثَلَةَ فِي ضَمَانِ الْأَمْوَالِ بِالْغَصْبِ وَالْإِتْلَافِ ، فَإِذَا كَانَ الْمَالُ مِثْلَهَا وَهُوَ الْمَكِيلُ وَالْمَوْزُونُ ضُمِنَ بِمِثْلِهِ ، وَفِي غَيْرِهِ خِلَافٌ . وَكَذَلِكَ فِي الرِّبَا الْعِلَّةُ التَّمَاثُلُ فِي الْمَشْهُورِ عِنْدَنَا ، فَلَا تُبَاعُ الْمِثْلِيَّاتُ وَهِيَ الْمَكِيلُ وَالْمَوْزُونُ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ .
nindex.php?page=hadith&LINKID=662043وَقَالَتْ nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ : مِثْلِي يَغَارُ عَلَى مِثْلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ!
وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ :
أَتَهْجُوهُ وَلَسْتَ لَهُ بِمِثْلٍ . . . فَشَرُّكُمَا لِخَيْرِكُمَا فِدَاءُ
[كُلُّ] هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْأَجْسَامَ لَيْسَتْ مُتَمَاثِلَةً فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَلُغَةِ الْعَرَبِ ، وَأَنَّ الْهَوَاءَ لَيْسَ مِثْلَ النَّارِ ، وَلَا النَّبَاتُ مِثْلَ الْحَيَوَانِ ، وَأَنَّ مَا اصْطَلَحَ عَلَيْهِ بَعْضُ الْمُتَكَلِّمِينَ إِمَّا أَنْ يَكُونَ فَاسِدًا فِي الْمَعْنَى ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ اصْطِلَاحًا لَيْسَ هُوَ لُغَةَ الْعَرَبِ ، فَلَا يَجُوزُ حَمْلُ نُصُوصِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَكَلَامِ السَّلَفِ عَلَى اصْطِلَاحٍ حَادِثٍ مُخَالِفٍ لِاصْطِلَاحِهِمْ .
وَيُعْرَفُ بِهَذَا أَنَّ تَسْمِيَتَهُمْ مُثْبِتَةَ الصِّفَاتِ مُشَبِّهَةً أَوْ مُمَثِّلَةً إِنَّمَا عَلَى مَا حَدُّوا بِهِ التَّمَاثُلَ وَ . . . . . . فِي الْحُدُودِ الَّتِي خَرَجُوا بِهَا عَنْ حُدُودِهَا
[ ص: 161 ] فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَكَلَامِ السَّلَفِ وَالْعَرَبِ . وَحِينَئِذٍ فَلَا بُدَّ . . . . . . . فِي نُصُوصِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، فَلَا يَصِفُ [اللَّهَ إِلَّا] بِاسْمٍ لَيْسَ فِي الشَّرْعِ مَا يَذُمُّهُ ، فَإِنَّ الَّذِي حَمْدُهُ زَيْنٌ وَذَمُّهُ شَيْنٌ هُوَ اللَّهُ . . . . . . . .
وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ الصُّورَةِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=690076«لَا يَقُولُنَّ أَحَدُكُمْ : قَبَّحَ اللَّهُ وَجْهَكَ وَوَجْهَ مَنْ أَشْبَهَ وَجْهَكَ » يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ مُمْتَنِعًا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ كَمَا هُوَ قَوْلُ . . . . . . . . .