وقد قيل : إن هذه الأسماء مثل لفظ الوجود وغيره هل هو يطلق على الواجب والممكن بطريق الاشتراك اللفظي أو التشكيك أو التواطي ؟ 
فقلت : إن المقصود يحصل على كل قول . 
وقيل : لفظ العلو والفوقية لا يفهم منه إلا الفوقية المختصة بالمخلوق ، كفوقية السلطان على السرير . 
فقلت : بل لفظ العلو والفوقية كلفظ الحياة والعلم والسمع والبصر ونحو ذلك من الصفات ، فإنه وإن وصف الله بها ووصف بها العبد وهي  [ ص: 191 ] على ظاهرها وحقيقتها في الموضعين فالمفهوم منها في حق الله تعالى ليس هو ما يختص به المخلوق   . 
فقيل : العلو من الأمور الإضافية بخلاف السمع والبصر ونحوهما . 
فقلت : إذا كان الاشتراك في الصفة الثبوتية كالحياة أو في الصفة الثبوتية الإضافية كالسمع والبصر لا يقتضي تشبيها ونقصا ، فالاشتراك في الإضافة المحضة أولى أن لا يقتضي تشبيها ونقصا ، فإن الاشتراك في الصفات الثبوتية أولى بالمشابهة من الصفات الإضافية . 
وقيل : إن . . . . . . . . تعالى ذلك هل هو معلوم أو غير معلوم ؟ 
فقلت : هو معلوم من حيث الجملة غير معلوم من حيث التفصيل ، معلوم من وجه دون وجه ، كما قال  مالك   : الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، وهكذا سائر ما يعلم من معاني أسماء الله وصفاته إنما يعلمه الناس من بعض الوجوه ، وأما الإحاطة بحقيقته فليست إلا لله وحده . 
قلت : وكذلك ما أخبرت به الرسل مما في الجنة والنار ، بل ونفس الإنسان إنما يعلم ذلك من بعض الوجوه دون الإحاطة بحقيقته . 
				
						
						
