ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
331 - حفصة بنت عمر بن الخطاب :
كانت عند خنيس بن حذافة السهمي ، وهاجرت معه إلى المدينة ، فمات عنها بعد الهجرة ، فقدم النبي صلى الله عليه وسلم من بدر فتزوجها .
وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلقها ، فقال له جبريل : راجعها فإنها صوامة قوامة .
وفي رواية أنه أراد طلاقها ، فقال جبريل : لا تطلقها فإنها صوامة قوامة ، وإنها زوجتك في الجنة .
توفيت في شعبان هذه السنة ، وهي بنت ستين سنة .
وقيل : ماتت في خلافة عثمان بالمدينة .
332 - زيد بن ثابت بن زيد بن لوذان ، أبو سعيد :
كان يكتب الوحي .
[ ص: 214 ] أنبأنا عبد الوهاب الحافظ ، [أخبرنا عاصم بن الحسن ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا عثمان بن أحمد ] بإسناده عن الحسن بن البراء ، قال :
كان زيد بن ثابت ترجمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكاتبه إلى الملوك ، وتعلم الفارسية في ثمان عشرة ليلة من رسول كسرى ، وتعلم الرومية والحبشية والقبطية من خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أخبرنا محمد بن أبي طاهر ، قال : أخبرنا أبو محمد الجوهري ، قال : أخبرنا أبو عمر بن حيوية ، قال : أخبرنا أحمد بن معروف ، قال : أخبرنا الحسين بن الفهم ، قال : حدثنا محمد بن سعد ، قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ، قال : قال زيد بن ثابت :
كانت وقعة بغاث وأنا ابن ست سنين ، وكانت قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنين ، فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن إحدى عشرة سنة ، وأتي بي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : غلام من الخزرج قد قرأ ست عشرة سورة ، فلم أجز في بدر ولا أحد ، وأجزت في الخندق .
قال ابن سعد : وحدثنا محمد بن معاوية ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن خارجة بن زيد بن ثابت ، عن أبيه :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يتعلم كتاب يهود ، وقال : "إني لا آمنهم أن يبدلوا كتابي " . فقال : فتعلمته في بضع عشر .
قال ابن سعد : وقال محمد بن عمر كان زيد يكتب كتاب العربية وكتاب العبرانية ، وأول مشهد شهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق ، وكان ممن ينقل التراب يومئذ ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أعلمهم بالفرائض زيد " واستعمله عمر على القضاء .
[ ص: 215 ] قال ابن سعد : وأخبرنا عفان ، قال : حدثنا شعبة ، عن ابن إسحاق ، أنه سمع مسروقا يقول :
أتيت المدينة فسألت عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا زيد بن ثابت من الراسخين في العلم .
قال ابن سعد : وحدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : حدثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن ابن عباس : أنه أخذ لزيد بن ثابت بالركاب ، فقال : تنح يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : هكذا يفعل بعلمائنا وكبرائنا .
قال ابن سعد : وأخبرنا أبو معاوية الضرير ، قال : حدثنا الأعمش ، عن ثابت بن عبيد ، قال :
كان زيد بن ثابت من أفكه الناس في بيته ، وأزمته إذا خرج إلى الرجال .
قال : وأخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : حدثنا هشام بن حسان ، قال : حدثنا محمد بن سيرين ، قال :
خرج زيد بن ثابت يوم الجمعة فاستقبله الناس راجعين ، فدخل دارا ، فقيل له : فقال : من لا يستحي من الناس لا يستحي من الله .
قال ابن سعد : وأخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن السباق ، عن زيد بن ثابت ، قال :
أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة ، فقال : إن القتل قد استحر بقراء القرآن ، وإني أخشى أن يذهب كثيرا من القرآن ، فإني أرى أن يجمع القرآن ، وأنت رجل شاب عاقل لا نتهمك ، وقد كنت تكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي ، فتتبع القرآن فأجمعه . قال زيد : فوالله لو كلفني نقل جبل أنقله حجرا حجرا ما كان أثقل علي مما أمرني به ، فقمت [ ص: 216 ] فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والعسب والأكتاف وصدور الرجال ، فوجدت آخر سورة التوبة مع خريمة بن ثابت : لقد جاءكم رسول من أنفسكم الآيتين .
قال علماء السير : أتى خريمة بن ثابت بهاتين الآيتين ، قال زيد : من يشهد معك ، قال : عمر أنا . وكان أبو بكر قد قال : إذا أتاكم أحد بشيء من القرآن تنكرانه فشهد عليه رجلان ، فأثبتاه . ولما نسخ عثمان المصاحف أمر أبي بن كعب أن يملي وزيدا أن يكتب ، وكان عمر رضي الله عنه يستخلف زيدا على المدينة إذا سافر ، ولما حوصر عثمان كان زيد يذب عنه ، ودخل عليه فقال : هذه الأنصار يقولون جئنا لننصر الله مرتين ، فقال عثمان : أما القتال فلا .
توفي زيد بالمدينة في هذه السنة وهو ابن ستة وخمسين سنة ، ومات قبل أن تصفر الشمس ، فلم يخرج حتى أصبح ، فصلى عليه مروان .
وقيل : إنه توفي سنة خمس وخمسين . وقيل : سنة إحدى وخمسين . وقال ابن عباس : لقد مات اليوم علم كثير ، وقال أبو هريرة : مات خير هذه الأمة .
333 - سلمة بن سلامة بن وقش بن زغبة ، أبو عوف :
شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومات بالمدينة في هذه السنة وهو ابن سبعين سنة ، وانقرض عقبه .
334 - عاصم بن عدي ، أبو عمرو :
خلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى بدر على قباء أهل العالية لشيء بلغه عنهم ، وضرب له بسهمه وأجره ، وكان كمن شهدها ، وشهد أحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك ومعه مالك بن الدخشم فأحرقا مسجد الضرار .
وتوفي وهو ابن مائة وخمس عشرة سنة .
[ ص: 217 ]


