الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

304 - أسماء بنت عميس :

أسلمت بمكة قديما ، وبايعت وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب ، فولدت له هناك عبد الله ، ومحمدا ، وعونا ، ثم قتل عنها جعفر فتزوجها أبو بكر فولدت له محمد بن أبي بكر ، ثم توفي عنها وأوصى أن تغسله ، ثم تزوجت بعده بعلي بن أبي طالب ، فولدت له يحيى وعونا .

305 - سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم ، أبو سعد :

شهد بدرا وأحدا ، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ وبايعه على الموت ، وجعل ينضح عنه بالنبل ، وشهد الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشهد يوم صفين مع علي .

وتوفي بالكوفة في هذه السنة ، فصلى علي عليه وكبر عليه خمسا ، وقيل: ستا ، وقال: إنه بدري . [ ص: 155 ]

306 - صهيب بن سنان بن مالك ، أبو يحيى :

وأصله من النمر بن قاسط ، وكان أبوه أو عمه عاملا لكسرى على الأبلة ، وكانت منازلهم بأرض الموصل ، فأغارت الروم عليهم فسبت صهيبا وهو غلام صغير ، فنشأ بالروم ، فابتاعته كلب منهم ، ثم قدمت به مكة ، فاشتراه عبد الله بن جدعان منهم ، فأعتقه ، فأقام معه بمكة إلى أن هلك عبد الله بن جدعان . وبعث النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد الله به من الكرامة ، ومن به عليه من الإسلام .

وأما أهل صهيب وولده فيقولون: بل هرب من الروم حين بلغ ، فقدم مكة فحالف عبد الله بن جدعان فأقام معه إلى أن هلك .

وكان صهيب رجلا أحمر شديد الحمرة ، ليس بالطويل ولا بالقصير ، بل هو إلى القصر أقرب ، وكان كثير شعر الرأس ، وكان يخضب بالحناء ، ولما أسلم عذب فصبر ، وشهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقال عمر رضي الله عنه لأهل الشورى ليصل بكم صهيب ، فصلى بهم المكتوبات ، وقدموه فصلى على عمر رضي الله عنه .

أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، قال: أخبرنا الجوهري ، قال: أخبرنا ابن حيوية ، قال: أخبرنا ابن معروف ، قال: أخبرنا الحسين بن الفهم ، قال: أخبرنا محمد بن سعد ، قال: أخبرنا محمد بن عمر ، قال: حدثنا عبد الله بن أبي عبيدة ، عن أبيه ، قال: قال عمار بن ياسر:

لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ، فقلت: ما تريد؟ فقال: ما تريد أنت؟ فقلت: أردت أدخل على محمد فأسمع كلامه ، قال: وأنا أريد ذلك ، قال: فدخلنا عليه ، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا ، ثم مكثنا يومنا ذلك حتى أمسينا ، ثم خرجنا ونحن مستخفون . فكان إسلام عمار وصهيب بعد بضع وثلاثين رجلا . [ ص: 156 ]

قال محمد بن سعد: وأخبرنا سليمان بن حرب ، وعفان ، وموسى بن إسماعيل ، قالوا: حدثنا حماد بن سلمة ، قال: أخبرني علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، قال: أقبل صهيب نحو المدينة مهاجرا ، واتبعه نفر من قريش ، فنزل عن راحلته وانتثل ما في كنانته ، ثم قال: يا معاشر قريش ، لقد علمتم أني من أرماكم رجلا ، وايم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ، ثم أضربكم بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ، فافعلوا ما شئتم ، وإن شئتم دللتكم على مالي وخليتم سبيلي ، ففعل ، فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: "ربح البيع أبا يحيى ، ربح البيع" قال: ونزل قوله تعالى: ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد . توفي صهيب في هذه السنة ، وهو ابن سبعين سنة ، ودفن بالبقيع في المدينة .

307 - صفوان بن بيضا - أخو سهيل :

شهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في رمضان هذه السنة ، وليس له عقب .

308 - محمد بن أبي بكر:

وقد ذكرنا صفة قتله ، وإن معاوية بن حديج أحرقه بالنار ، وكان قتله في صفر من هذه السنة . [ ص: 157 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية