الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

330 - رملة بنت أبي سفيان بن حرب ، وهي أم حبيبة :

تزوجها عبد الله بن جحش ، وهاجر بها إلى أرض الحبشة ، فولدت هناك منه حبيبة .

[ ص: 211 ] وقيل : إنها ولدتها بمكة ، وهاجرت بها ، ثم تنصر عبد الله بن جحش وثبتت على دينها ، وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي أن يزوجه أم حبيبة ، فزوجه إياها ، وبعث بها إليه في سنة سبع ، وقد سبق شرح هذه القصة .

أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، عن أبي محمد الجوهري ، قال : أخبرنا ابن حيوية ، قال : أخبرنا أحمد بن معروف ، قال : حدثنا الحسين بن الفهم ، قال : حدثنا محمد بن سعد ، قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله ، عن الزهري ، قال :

لما قدم أبو سفيان بن حرب المدينة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد غزو مكة ، فكلمه أن يزيد في هدنة الحديبية ، فلم يقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقام فدخل على ابنته أم حبيبة ، فلما ذهب ليجلس على فراش النبي صلى الله عليه وسلم طوته دونه ، فقال : يا بنية ، أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه ؟ قالت : بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت امرؤ نجس مشرك ، فقال : يا بنية ، قد أصابك بعدي شر .

قال محمد بن عمر : وحدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن عبد المجيد بن سهيل ، عن عوف بن الحارث ، قال : سمعت عائشة تقول :

دعتني أم حبيبة رضي الله عنها عند موتها ، قالت : قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر ، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك ، فقلت : غفر الله لك ذلك كله وتجاوز وحللك من ذلك ، فقالت : سررتني سرك الله ، وأرسلت إلى أم سلمة ، فقالت لها مثل ذلك .

وتوفيت سنة أربع وأربعين .

[ ص: 212 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية