الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وفي هذه السنة توفي عبد الرحمن على ما ذكره البخاري .

وقال ابن سعد : سنة ثلاث وخمسين .

391 - عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم ، أبو محمد الهاشمي :

أمه أم الفضل ، رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام أصغر سنا من عبد الله بسنة ، وكان سخيا جوادا ، كثير الإطعام للناس .

أنبأنا الحسين بن محمد البارع ، قال : أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة ، قال : أخبرنا أبو طاهر المخلص ، قال : وأخبرنا أحمد بن سليمان بن داود ، قال : أخبرنا الزبير بن بكار ، قال : حدثني عبد الله بن إبراهيم الجمحي ، عن أبيه ، قال :

دخل أعرابي دار العباس بن عبد المطلب وفي جانبها عبد الله بن عباس يفتي ، لا يرجع في شيء يسأل عنه ، وفي الجانب الآخر عبيد الله بن العباس يطعم كل من دخل ، فقال الأعرابي : من أراد الدنيا والآخرة فعليه بدار العباس ، هذا الفتى يفتي ويفقه الناس ، وهذا يطعم الطعام .

استعمل علي بن أبي طالب عبيد الله على اليمن ، وأمره بالحج فحج بالناس سنة ست وثلاثين ، ومات بالمدينة في هذه السنة . وقيل : بل مات باليمن .

392 - عميرة بن يثربي :

قاضي الكوفة . توفي في هذه السنة .

393 - عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعن أبيها :

كانت مسماة لجبير بن مطعم ، فلما خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم استلها أبو بكر منهم فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال سنة عشر من النبوة ، وهي بنت ست سنين ، ودخل بها بالمدينة وهي بنت تسع .

[ ص: 303 ] قالت : وكنت ألعب مع الجواري ، فما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجني حتى أخذتني أمي فحبستني في البيت عن الخروج ، فوقع في نفسي أني تزوجت ، فما سألتها حتى كانت هي التي أخبرتني . ورأت عائشة جبريل عليه السلام في صورة دحية ، قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا جبريل يقرأ عليك السلام .

أخبرنا عبد الملك الكروخي ، قال : أخبرنا أبو عامر الأزدي وأبو بكر العوزجي ، قالا : أخبرنا الجراحي ، قال : أخبرنا المحبوبي ، قال : حدثنا الترمذي ، قال : حدثنا حميد بن مسعدة ، قال : حدثنا زياد بن الربيع ، قال : حدثنا خالد بن سلمة المخزومي ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال :

ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما .

أخبرنا ابن ناصر ، قال : أخبرنا حمد بن أحمد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الأصفهاني ، قال : حدثنا الحسن بن غيلان الوراق ، قال : حدثنا جعفر الفريابي ، قال : حدثنا منجاب بن الحارث ، قال : حدثنا علي بن مسهر ، قال : حدثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال :

ما رأيت أحدا من الناس أعلم بالقرآن ولا بفريضة ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث العرب ولا بنسيب من عائشة رضي الله عنها .

توفيت عائشة ليلة سبع عشرة من رمضان هذه السنة ، وأوصت إلى عبد الله بن الزبير ، وصلى عليها أبو هريرة بعد الوتر ، ودفنت بالبقيع وهي بنت ست وستين سنة ، ولم يكن بالبقيع قبر مطابق بالحجارة غير قبر الحسن بن علي وقبرها .

[ ص: 304 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية