الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وفي هذه السنة : ولى يزيد بن معاوية سالم بن زياد سجستان وخراسان ، فلما شخص خرج معه المهلب بن أبي صفرة ، ويحيى بن معمر في خلق كثير من أشراف البصرة وفرسانها ، ورغب قوم في الجهاد ، فطلبوا إليه أن يخرجهم ، وخرج معه صلة بن أشيم ، فخرج سالم وأخرج معه امرأته أم محمد بنت عبد الله بن عثمان بن أبي العاص ، فغزا سمرقند ، فهي أول امرأة من العرب قطع بها النهر ، وكان عمال خراسان يغزون ، فإذا دخل الشتاء قفلوا من مغازيهم إلى مرو ، وإذا انصرف المسلمون اجتمع ملوك خراسان إلى مدينة من مدائن خراسان مما يلي خوارزم يتشاورون في أمورهم ، وكان المسلمون يطلبون إلى أمرائهم غزو تلك المدينة فيأبون عليهم ، فلما قدم سالم خراسان شتى في بعض مغازيه ، فألح عليه المهلب وسأله أن يوجه إلى تلك المدينة ، فوجهه في ستة آلاف - ويقال : في أربعة آلاف - فحاصرهم ، فسألوه أن يصالحهم على أن يفدوا أنفسهم ، فأجابهم فصالحوه على نيف وعشرين ألف ألف ، فحظي بذلك المهلب عند سالم .

التالي السابق


الخدمات العلمية