قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176nindex.php?page=treesubj&link=28908يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وإن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم ) ( 176 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176في الكلالة ) : " في " يتعلق بيفتيكم ، وقال الكوفيون : بيستفتونك ، وهذا ضعيف ، لأنه لو كان كذلك لقال : يفتيكم فيها في الكلالة كما لو تقدمت . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176إن امرؤ هلك ) : هو مثل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=128وإن امرأة خافت ) [ النساء : 128 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176ليس له ولد ) : الجملة في موضع الحال من الضمير في " هلك " . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176وله أخت ) : جملة حالية أيضا ، وجواب الشرط " فلها " (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176وهو يرثها ) : مستأنف لا موضع له ، وقد سدت هذه الجملة مسد جواب الشرط الذي هو قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176إن لم يكن لها ولد ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176فإن كانتا اثنتين ) : الألف في كانتا ضمير الأختين ، ودل على ذلك قوله : وله أخت ، وقيل : هو ضمير " من " ، والتقدير : فإن كان من يرث ثنتين ، وحمل ضمير من على المعنى ؛ لأنها تستعمل في الإفراد والتثنية والجمع بلفظ واحد .
فإن قيل : من شرط الخبر أن يفيد ما لا يفيده المبتدأ ، والألف قد دلت على الاثنين . قيل : الفائدة في قوله اثنتين بيان أن
[ ص: 313 ] الميراث ، وهو الثلثان هاهنا ، مستحق بالعدد مجردا عن الصغر والكبر وغيرهما ، فلهذا كان مفيدا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176مما ترك ) : في موضع الحال من " الثلثان " : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176فللذكر ) : أي منهم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176أن تضلوا ) : فيه ثلاثة أوجه : أحدها : هو مفعول يبين ؛ أي : يبين لكم ضلالكم ؛ لتعرفوا الهدى . والثاني : هو مفعول له تقديره : مخافة أن تضلوا . والثالث : تقديره : لئلا تضلوا ، وهو قول
الكوفيين ، ومفعول يبين على الوجهين محذوف ؛ أي : يبين لكم الحق .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176nindex.php?page=treesubj&link=28908يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) ( 176 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176فِي الْكَلَالَةِ ) : " فِي " يَتَعَلَّقُ بِيُفْتِيكُمْ ، وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ : بِيَسْتَفْتُونَكَ ، وَهَذَا ضَعِيفٌ ، لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَقَالَ : يُفْتِيكُمْ فِيهَا فِي الْكَلَالَةِ كَمَا لَوْ تَقَدَّمَتْ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ ) : هُوَ مِثْلُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=128وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ ) [ النِّسَاءِ : 128 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ ) : الْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الضَّمِيرِ فِي " هَلَكَ " . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176وَلَهُ أُخْتٌ ) : جُمْلَةٌ حَالِيَّةٌ أَيْضًا ، وَجَوَابُ الشَّرْطِ " فَلَهَا " (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176وَهُوَ يَرِثُهَا ) : مُسْتَأْنَفٌ لَا مَوْضِعَ لَهُ ، وَقَدْ سَدَّتْ هَذِهِ الْجُمْلَةُ مَسَدَّ جَوَابِ الشَّرْطِ الَّذِي هُوَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ ) : الْأَلِفُ فِي كَانَتَا ضَمِيرُ الْأُخْتَيْنِ ، وَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ : وَلَهُ أُخْتٌ ، وَقِيلَ : هُوَ ضَمِيرُ " مَنْ " ، وَالتَّقْدِيرُ : فَإِنْ كَانَ مَنْ يَرِثُ ثِنْتَيْنِ ، وَحُمِلَ ضَمِيرُ مَنْ عَلَى الْمَعْنَى ؛ لِأَنَّهَا تُسْتَعْمَلُ فِي الْإِفْرَادِ وَالتَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ .
فَإِنْ قِيلَ : مِنْ شَرْطِ الْخَبَرِ أَنْ يُفِيدَ مَا لَا يُفِيدُهُ الْمُبْتَدَأُ ، وَالْأَلِفُ قَدْ دَلَّتْ عَلَى الِاثْنَيْنِ . قِيلَ : الْفَائِدَةُ فِي قَوْلِهِ اثْنَتَيْنِ بَيَانُ أَنَّ
[ ص: 313 ] الْمِيرَاثَ ، وَهُوَ الثُّلْثَانِ هَاهُنَا ، مُسْتَحَقٌّ بِالْعَدَدِ مُجَرَدًا عَنِ الصِّغَرِ وَالْكِبْرِ وَغَيْرِهِمَا ، فَلِهَذَا كَانَ مُفِيدًا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176مِمَّا تَرَكَ ) : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ " الثُّلْثَانِ " : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176فَلِلذَّكَرِ ) : أَيْ مِنْهُمْ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176أَنْ تَضِلُّوا ) : فِيهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ : أَحَدُهَا : هُوَ مَفْعُولُ يُبَيِّنُ ؛ أَيْ : يُبَيِّنُ لَكُمْ ضَلَالَكُمْ ؛ لِتَعْرِفُوا الْهُدَى . وَالثَّانِي : هُوَ مَفْعُولٌ لَهُ تَقْدِيرُهُ : مَخَافَةَ أَنْ تَضِلُّوا . وَالثَّالِثُ : تَقْدِيرُهُ : لِئَلَّا تَضِلُّوا ، وَهُوَ قَوْلُ
الْكُوفِيِّينَ ، وَمَفْعُولُ يُبَيِّنُ عَلَى الْوَجْهَيْنِ مَحْذُوفٌ ؛ أَيْ : يُبَيِّنُ لَكُمُ الْحَقَّ .