سورة المائدة .
بسم الله الرحمن الرحيم .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28908يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد ) ( 1 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إلا ما يتلى عليكم ) : في موضع نصب على الاستثناء من " بهيمة الأنعام " والاستثناء متصل ، والتقدير : أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا الميتة ، وما أهل لغير الله به ، وغيره مما ذكر في الآية الثالثة من السورة . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1غير ) : حال من الضمير المجرور عليكم أو لكم ، وقيل : هو حال من ضمير الفاعل في أوفوا . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1محلي ) : اسم فاعل مضاف إلى المفعول وحذفت النون للإضافة ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1الصيد ) : مصدر بمعنى المفعول ؛ أي المصدر . ويجوز أن يكون على بابه هاهنا ؛ أي : غير محلين الاصطياد في حال الإحرام .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=28908يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) ( 2 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2ولا القلائد ) : أي : ولا ذوات القلائد ؛ لأنها جمع قلادة ، والمراد تحريم المقلدة لا القلادة . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2ولا آمين ) : أي : ولا قتال آمين ، أو أذى آمين . وقرئ في الشاذ : " ولا آمي البيت " بحذف النون والإضافة .
[ ص: 314 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2يبتغون ) : في موضع الحال من الضمير في آمين ، ولا يجوز أن يكون صفة لآمين ؛ لأن اسم الفاعل إذا وصف لم يعمل في الاختيار . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2فاصطادوا ) : قرئ في الشاذ بكسر الفاء ، وهي بعيدة من الصواب ، وكأنه حركها بحركة همزة الوصل . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2ولا يجرمنكم ) : الجمهور على فتح الياء ، وقرئ بضمها ، وهما لغتان ، يقال جرم وأجرم ؛ وقيل : جرم متعد إلى مفعول واحد ، وأجرم متعد إلى اثنين ، والهمزة للنقل ، فأما فاعل هذا الفعل فهو " شنآن " ومفعوله الأول الكاف والميم . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2أن تعتدوا ) : هو المفعول الثاني على قول من عداه إلى مفعولين ، ومن عداه إلى واحد كأنه قدر حرف الجر مرادا مع " أن تعتدوا " ، والمعنى : لا يحملنكم بغض قوم على الاعتداء ، والجمهور على فتح النون الأولى من شنآن ، وهو مصدر كالغليان والنزوان ، ويقرأ بسكونها ، وهو صفة مثل عطشان وسكران ، والتقدير على هذا : لا يحملنكم بغض قوم ؛ أي عداوة بغض قوم ، وقيل : من سكن أراد المصدر أيضا ، لكنه خفف لكثرة الحركات ، وإذا حركت النون كان مصدرا مضافا إلى المفعول ؛ أي : لا يحملنكم بغضكم لقوم ، ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل ؛ أي : بغض قوم إياكم . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2أن صدوكم ) : يقرأ بفتح الهمزة وهي مصدرية ، والتقدير : لأن صدوكم ، وموضعه نصب ، أو جر على الاختلاف في نظائره ، ويقرأ بكسرها على أنها شرط ، والمعنى أن يصدوكم مثل ذلك الصد الذي وقع منهم أو يستديموا الصد وإنما ، قدر بذلك ؛ لأن الصد كان قد وقع من الكفار للمسلمين . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2ولا تعاونوا ) : يقرأ بتخفيف التاءين على أنه حذف التاء الثانية تخفيفا ، أو بتشديدها إذا وصلتها بلا على إدغام إحدى التاءين في الأخرى ، وساغ الجمع بين ساكنين ؛ لأن الأول منهما حرف مد .
سُورَةُ الْمَائِدَةِ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28908يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ) ( 1 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ) : فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ مِنْ " بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ " وَالِاسْتِثْنَاءُ مُتَّصِلٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا الْمَيْتَةَ ، وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ، وَغَيْرُهُ مِمَّا ذُكِرَ فِي الْآيَةِ الثَّالِثَةِ مِنَ السُّورَةِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1غَيْرَ ) : حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ الْمَجْرُورِ عَلَيْكُمْ أَوْ لَكُمْ ، وَقِيلَ : هُوَ حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ الْفَاعِلِ فِي أَوْفُوا . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1مُحِلِّي ) : اسْمُ فَاعِلٍ مُضَافٌ إِلَى الْمَفْعُولِ وَحُذِفَتِ النُّونُ لِلْإِضَافَةِ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1الصَّيْدِ ) : مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ ؛ أَيِ الْمَصْدَرِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَلَى بَابِهِ هَاهُنَا ؛ أَيْ : غَيْرَ مُحَلِّينَ الِاصْطِيَادِ فِي حَالِ الْإِحْرَامِ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=28908يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) ( 2 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2وَلَا الْقَلَائِدَ ) : أَيْ : وَلَا ذَوَاتِ الْقَلَائِدِ ؛ لِأَنَّهَا جَمْعُ قِلَادَةٍ ، وَالْمُرَادُ تَحْرِيمُ الْمُقَلِّدَةِ لَا الْقِلَادَةُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2وَلَا آمِّينَ ) : أَيْ : وَلَا قِتَالَ آمِّينَ ، أَوْ أَذَى آمِّينَ . وَقُرِئَ فِي الشَّاذِّ : " وَلَا آمِّي الْبَيْتِ " بِحَذْفِ النُّونِ وَالْإِضَافَةِ .
[ ص: 314 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2يَبْتَغُونَ ) : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الضَّمِيرِ فِي آمِّينَ ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِآمِّينَ ؛ لِأَنَّ اسْمَ الْفَاعِلِ إِذَا وُصِفَ لَمْ يَعْمَلْ فِي الِاخْتِيَارِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2فَاصْطَادُوا ) : قُرِئَ فِي الشَّاذِّ بِكَسْرِ الْفَاءِ ، وَهِيَ بَعِيدَةٌ مِنَ الصَّوَابِ ، وَكَأَنَّهُ حَرَّكَهَا بِحَرَكَةِ هَمْزَةِ الْوَصْلِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ ) : الْجُمْهُورُ عَلَى فَتْحِ الْيَاءِ ، وَقُرِئَ بِضَمِّهَا ، وَهُمَا لُغَتَانِ ، يُقَالُ جَرَمَ وَأَجْرَمَ ؛ وَقِيلَ : جَرَمَ مُتَعَدٍّ إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ ، وَأَجْرَمَ مُتَعَدٍّ إِلَى اثْنَيْنِ ، وَالْهَمْزَةُ لِلنَّقْلِ ، فَأَمَّا فَاعِلُ هَذَا الْفِعْلِ فَهُوَ " شَنَآنُ " وَمَفْعُولُهُ الْأَوَّلُ الْكَافُ وَالْمِيمُ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2أَنْ تَعْتَدُوا ) : هُوَ الْمَفْعُولُ الثَّانِي عَلَى قَوْلِ مَنْ عَدَّاهُ إِلَى مَفْعُولَيْنِ ، وَمَنْ عَدَّاهُ إِلَى وَاحِدٍ كَأَنَّهُ قَدَّرَ حَرْفَ الْجَرِّ مُرَادًا مَعَ " أَنْ تَعْتَدُوا " ، وَالْمَعْنَى : لَا يَحْمِلَنَّكُمْ بُغْضُ قَوْمٍ عَلَى الِاعْتِدَاءِ ، وَالْجُمْهُورُ عَلَى فَتْحِ النُّونِ الْأُولَى مِنْ شَنَآنُ ، وَهُوَ مَصْدَرٌ كَالْغَلَيَانِ وَالنَّزَوَانِ ، وَيُقْرَأُ بِسُكُونِهَا ، وَهُوَ صِفَةٌ مِثْلُ عَطْشَانٍ وَسَكْرَانٍ ، وَالتَّقْدِيرُ عَلَى هَذَا : لَا يَحْمِلَنَّكُمْ بُغْضُ قَوْمٍ ؛ أَيْ عَدَاوَةُ بُغْضِ قَوْمٍ ، وَقِيلَ : مَنْ سَكَّنَ أَرَادَ الْمَصْدَرَ أَيْضًا ، لَكِنَّهُ خُفِّفَ لِكَثْرَةِ الْحَرَكَاتِ ، وَإِذَا حُرِّكَتِ النُّونُ كَانَ مَصْدَرًا مُضَافًا إِلَى الْمَفْعُولِ ؛ أَيْ : لَا يَحْمِلَنَّكُمْ بُغْضُكُمْ لِقَوْمٍ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُضَافًا إِلَى الْفَاعِلِ ؛ أَيْ : بُغْضُ قَوْمٍ إِيَّاكُمْ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2أَنْ صَدُّوكُمْ ) : يُقْرَأُ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَهِيَ مَصْدَرِيَّةٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : لِأَنْ صَدُّوكُمْ ، وَمَوْضِعُهُ نَصْبٌ ، أَوْ جَرٌّ عَلَى الِاخْتِلَافِ فِي نَظَائِرِهِ ، وَيُقْرَأُ بِكَسْرِهَا عَلَى أَنَّهَا شَرْطٌ ، وَالْمَعْنَى أَنْ يَصُدُّوكُمْ مِثْلَ ذَلِكَ الصَّدِّ الَّذِي وَقَعَ مِنْهُمْ أَوْ يَسْتَدِيمُوا الصَّدَّ وَإِنَّمَا ، قُدِّرَ بِذَلِكَ ؛ لِأَنَّ الصَّدَّ كَانَ قَدْ وَقَعَ مِنَ الْكُفَّارِ لِلْمُسْلِمِينَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2وَلَا تَعَاوَنُوا ) : يُقْرَأُ بِتَخْفِيفِ التَّاءَيْنِ عَلَى أَنَّهُ حُذِفَ التَّاءُ الثَّانِيَةُ تَخْفِيفًا ، أَوْ بِتَشْدِيدِهَا إِذَا وَصَلْتَهَا بِلَا عَلَى إِدْغَامِ إِحْدَى التَّاءَيْنِ فِي الْأُخْرَى ، وَسَاغَ الْجَمْعُ بَيْنَ سَاكِنَيْنِ ؛ لِأَنَّ الْأَوَّلَ مِنْهُمَا حَرْفُ مَدٍّ .