قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116nindex.php?page=treesubj&link=28908وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ) ( 116 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116اتخذوني ) : هذه تتعدى إلى مفعولين ؛ لأنهما بمعنى صيروني .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116من دون الله ) : في موضع صفة إلهين .
ويجوز أن تكون متعلقة باتخذوا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116أن أقول ) : في موضع رفع فاعل يكون ، ولي الخبر .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116ما ليس ) : بمعنى الذي ، أو نكرة موصوفة ، وهو مفعول أقول ؛ لأن التقدير : أن أدعي ، أو أذكر ، واسم ليس مضمر فيها ، وخبرها " لي " و ( بحق ) : في موضع الحال من الضمير في الجار ، والعامل فيه الجار .
ويجوز أن يكون " بحق " مفعولا به تقديره : ما ليس يثبت لي بسبب حق ، فالباء تتعلق بالفعل المحذوف ، لا بنفس الجار ؛ لأن المعاني لا تعمل في المفعول به ، ويجوز أن يجعل " بحق " خبر ليس ، و " لي " تبيين كما في قولهم سقيا له ورعيا ، ويجوز أن يكون " بحق " خبر ليس ، و " لي " صفة لـ " حق " ، قدم عليه فصار حالا ، وهذا
[ ص: 355 ] يخرج على قول من أجاز تقديم حال المجرور عليه . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116إن كنت قلته ) : كنت لفظها ماض ، والمراد المستقبل ، والتقدير : إن يصح دعواي لي ، وإنما دعا هذا ؛ لأن إن الشرطية لا معنى لها إلا في المستقبل ، فآل حاصل المعنى إلى ما ذكرناه .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117nindex.php?page=treesubj&link=28908ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد ) ( 117 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117ما قلت لهم إلا ما أمرتني به ) : " ما " في موضع نصب بقلت ؛ أي : ذكرت ، أو أديت الذي أمرتني به ، فيكون مفعولا به .
ويجوز أن تكون " ما " نكرة موصوفة ، وهو مفعول به أيضا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117أن اعبدوا الله ) : يجوز أن تكون أن مصدرية ، والأمر صلة لها . وفي الموضع ثلاثة أوجه : الجر على البدل من الهاء ، والرفع على إضمار هو ، والنصب على إضمار أعني ، أو بدلا من موضع به . ولا يجوز أن تكون بمعنى أي المفسرة ؛ لأن القول قد صرح به ؛ و " أي " لا تكون مع التصريح بالقول . ( ربي ) : صفة لله أو بدل منه ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117عليهم ) : يتعلق بـ " شهيدا " .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117ما دمت ) : " ما " هنا مصدرية ، والزمان معها محذوف ؛ أي : مدة ما دمت .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117دمت ) : هنا يجوز أن تكون الناقصة ، و " فيهم " خبرها .
ويجوز أن تكون التامة ؛ أي : ما أقمت فيهم ، فيكون فيهم ظرفا للفعل .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117الرقيب ) : خبر كان . ( وأنت ) : فصل ، أو توكيد للفاعل .
ويقرأ بالرفع على أن يكون مبتدأ وخبرا في موضع نصب .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118nindex.php?page=treesubj&link=28908إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) ( 118 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118إن تعذبهم فإنهم عبادك ) : الفاء جواب الشرط ، وهو محمول على المعنى ؛ أي : إن تعذبهم تعدل ، وإن تغفر لهم تتفضل .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119nindex.php?page=treesubj&link=28908قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم ) ( 119 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119هذا يوم ) : هذا مبتدأ ، و " يوم " خبره ، وهو معرب ؛ لأنه مضاف إلى
[ ص: 356 ] معرب ، فبقي على حقه من الإعراب . ويقرأ " يوم " بالفتح ؛ وهو منصوب على الظرف ، وهذا فيه وجهان : أحدهما : هو مفعول قال ؛ أي : قال الله هذا القول في يوم .
والثاني : أن هذا مبتدأ ، ويوم ظرف للخبر المحذوف ؛ أي : هذا يقع ، أو يكون يوم ينفع .
وقال
الكوفيون : " يوم " في موضع رفع خبر هذا ، ولكنه بني على الفتح لإضافته إلى الفعل ، وعندهم يجوز بناؤه ، وإن أضيف إلى معرب ، وذلك عندنا لا يجوز إلا إذا أضيف إلى مبني . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119صدقهم ) : فاعل ينفع ، وقد قرئ شاذا : " صدقهم " بالنصب ، على أن يكون الفاعل ضمير اسم الله ، وصدقهم بالنصب على أربعة أوجه : أحدها : أن يكون مفعولا له ؛ أي : لصدقهم . والثاني : أن يكون حذف حرف الجر ؛ أي : بصدقهم .
والثالث : أن يكون مصدرا مؤكدا ؛ أي : الذين يصدقون صدقهم ، كما تقول تصدق الصدق . والرابع أن يكون مفعولا به والفاعل مضمر في الصادقين ؛ أي : يصدقون الصدق كقوله صدقته القتال ، والمعنى يحققون الصدق .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116nindex.php?page=treesubj&link=28908وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ) ( 116 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116اتَّخِذُونِي ) : هَذِهِ تَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ ؛ لِأَنَّهُمَا بِمَعْنَى صَيِّرُونِي .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116مِنْ دُونِ اللَّهِ ) : فِي مَوْضِعِ صِفَةِ إِلَهَيْنِ .
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُتَعَلِّقَةً بِاتَّخِذُوا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116أَنْ أَقُولَ ) : فِي مَوْضِعِ رَفْعِ فَاعِلِ يَكُونُ ، وَلِيَ الْخَبَرُ .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116مَا لَيْسَ ) : بِمَعْنَى الَّذِي ، أَوْ نَكِرَةٌ مَوْصُوفَةٌ ، وَهُوَ مَفْعُولُ أَقُولُ ؛ لِأَنَّ التَّقْدِيرَ : أَنْ أَدَّعِيَ ، أَوْ أَذْكُرَ ، وَاسْمُ لَيْسَ مُضْمَرٌ فِيهَا ، وَخَبَرُهَا " لِي " وَ ( بِحَقٍّ ) : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الضَّمِيرِ فِي الْجَارِّ ، وَالْعَامِلُ فِيهِ الْجَارُّ .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ " بِحَقٍّ " مَفْعُولًا بِهِ تَقْدِيرُهُ : مَا لَيْسَ يَثْبُتُ لِي بِسَبَبِ حَقٍّ ، فَالْبَاءُ تَتَعَلَّقُ بِالْفِعْلِ الْمَحْذُوفِ ، لَا بِنَفْسِ الْجَارِّ ؛ لِأَنَّ الْمَعَانِيَ لَا تَعْمَلُ فِي الْمَفْعُولِ بِهِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يُجْعَلَ " بِحَقٍّ " خَبَرَ لَيْسَ ، وَ " لِي " تَبْيِينٌ كَمَا فِي قَوْلِهِمْ سَقْيًا لَهُ وَرَعْيًا ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ " بِحَقٍّ " خَبَرَ لَيْسَ ، وَ " لِي " صِفَةً لِـ " حَقٍّ " ، قُدِّمَ عَلَيْهِ فَصَارَ حَالًا ، وَهَذَا
[ ص: 355 ] يَخْرُجُ عَلَى قَوْلِ مَنْ أَجَازَ تَقْدِيمَ حَالَ الْمَجْرُورِ عَلَيْهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ ) : كُنْتُ لَفْظُهَا مَاضٍ ، وَالْمُرَادُ الْمُسْتَقْبَلُ ، وَالتَّقْدِيرُ : إِنْ يَصِحَّ دَعْوَايَ لِي ، وَإِنَّمَا دَعَا هَذَا ؛ لِأَنَّ إِنِ الشَّرْطِيَّةَ لَا مَعْنَى لَهَا إِلَّا فِي الْمُسْتَقْبَلِ ، فَآلَ حَاصِلُ الْمَعْنَى إِلَى مَا ذَكَرْنَاهُ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117nindex.php?page=treesubj&link=28908مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) ( 117 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ ) : " مَا " فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِقُلْتُ ؛ أَيْ : ذَكَرْتُ ، أَوْ أَدَّيْتُ الَّذِي أَمَرْتَنِي بِهِ ، فَيَكُونُ مَفْعُولًا بِهِ .
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ " مَا " نَكِرَةً مَوْصُوفَةً ، وَهُوَ مَفْعُولٌ بِهِ أَيْضًا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ) : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ أَنْ مَصْدَرِيَّةً ، وَالْأَمْرُ صِلَةً لَهَا . وَفِي الْمَوْضِعِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ : الْجَرُّ عَلَى الْبَدَلِ مِنَ الْهَاءِ ، وَالرَّفْعُ عَلَى إِضْمَارِ هُوَ ، وَالنَّصْبُ عَلَى إِضْمَارِ أَعْنِي ، أَوْ بَدَلًا مِنْ مَوْضِعٍ بِهِ . وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ بِمَعْنَى أَيِ الْمُفَسِّرَةِ ؛ لِأَنَّ الْقَوْلَ قَدْ صُرِّحَ بِهِ ؛ وَ " أَيْ " لَا تَكُونُ مَعَ التَّصْرِيحِ بِالْقَوْلِ . ( رَبِّي ) : صِفَةٌ لِلَّهِ أَوْ بَدَلٌ مِنْهُ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117عَلَيْهِمْ ) : يَتَعَلَّقُ بِـ " شَهِيدًا " .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117مَا دُمْتُ ) : " مَا " هُنَا مَصْدَرِيَّةٌ ، وَالزَّمَانُ مَعَهَا مَحْذُوفٌ ؛ أَيْ : مُدَّةَ مَا دُمْتُ .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117دُمْتُ ) : هُنَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ النَّاقِصَةَ ، وَ " فِيهِمْ " خَبَرُهَا .
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ التَّامَّةَ ؛ أَيْ : مَا أَقَمْتُ فِيهِمْ ، فَيَكُونُ فِيهِمْ ظَرْفًا لِلْفِعْلِ .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117الرَّقِيبَ ) : خَبَرُ كَانَ . ( وَأَنْتَ ) : فَصْلٌ ، أَوْ تَوْكِيدٌ لِلْفَاعِلِ .
وَيُقْرَأُ بِالرَّفْعِ عَلَى أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَأً وَخَبَرًا فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118nindex.php?page=treesubj&link=28908إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ( 118 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ) : الْفَاءُ جَوَابُ الشَّرْطِ ، وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى الْمَعْنَى ؛ أَيْ : إِنْ تُعَذِّبْهُمْ تَعْدِلْ ، وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ تَتَفَضَّلْ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119nindex.php?page=treesubj&link=28908قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) ( 119 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119هَذَا يَوْمُ ) : هَذَا مُبْتَدَأٌ ، وَ " يَوْمُ " خَبَرُهُ ، وَهُوَ مُعْرَبٌ ؛ لِأَنَّهُ مُضَافٌ إِلَى
[ ص: 356 ] مُعْرَبٍ ، فَبَقِيَ عَلَى حَقِّهِ مِنَ الْإِعْرَابِ . وَيُقْرَأُ " يَوْمَ " بِالْفَتْحِ ؛ وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الظَّرْفِ ، وَهَذَا فِيهِ وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا : هُوَ مَفْعُولُ قَالَ ؛ أَيْ : قَالَ اللَّهُ هَذَا الْقَوْلَ فِي يَوْمِ .
وَالثَّانِي : أَنَّ هَذَا مُبْتَدَأٌ ، وَيَوْمَ ظَرْفٌ لِلْخَبَرِ الْمَحْذُوفِ ؛ أَيْ : هَذَا يَقَعُ ، أَوْ يَكُونُ يَوْمَ يَنْفَعُ .
وَقَالَ
الْكُوفِيُّونَ : " يَوْمُ " فِي مَوْضِعِ رَفْعِ خَبَرِ هَذَا ، وَلَكِنَّهُ بُنِيَ عَلَى الْفَتْحِ لِإِضَافَتِهِ إِلَى الْفِعْلِ ، وَعِنْدَهُمْ يَجُوزُ بِنَاؤُهُ ، وَإِنْ أُضِيفَ إِلَى مُعَرَبٍ ، وَذَلِكَ عِنْدَنَا لَا يَجُوزُ إِلَّا إِذَا أُضِيفَ إِلَى مَبْنِيٍّ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119صِدْقُهُمْ ) : فَاعِلُ يَنْفَعُ ، وَقَدْ قُرِئَ شَاذًّا : " صِدْقَهُمْ " بِالنَّصْبِ ، عَلَى أَنْ يَكُونَ الْفَاعِلُ ضَمِيرَ اسْمِ اللَّهِ ، وَصِدْقَهُمْ بِالنَّصْبِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ : أَحَدُهَا : أَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا لَهُ ؛ أَيْ : لِصِدْقِهِمْ . وَالثَّانِي : أَنْ يَكُونَ حَذْفَ حَرْفِ الْجَرِّ ؛ أَيْ : بِصِدْقِهِمْ .
وَالثَّالِثُ : أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا مُؤَكِّدًا ؛ أَيِ : الَّذِينَ يَصْدُقُونَ صِدْقَهُمْ ، كَمَا تَقُولُ تَصْدُقُ الصِّدْقَ . وَالرَّابِعُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا بِهِ وَالْفَاعِلُ مُضْمَرٌ فِي الصَّادِقِينَ ؛ أَيْ : يَصْدُقُونَ الصِّدْقَ كَقَوْلِهِ صَدَقْتُهُ الْقِتَالَ ، وَالْمَعْنَى يُحَقِّقُونَ الصِّدْقَ .