قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=41nindex.php?page=treesubj&link=28908لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين ) ( 41 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=41غواش ) : هو جمع غاشية ، وفي التنوين هنا ثلاثة أوجه : أحدها : أنه تنوين الصرف ، وذلك أنهم حذفوا الياء من " غواشي " ، فنقص بناؤها عن بناء مساجد ، وصارت مثل سلام ، فلذلك صرفت . والثاني : أنه عوض من الياء المحذوفة .
[ ص: 424 ] والثالث : أنه عوض من حركة الياء المستحقة ، ولما حذفت الحركة ، وعوض عنها بالتنوين ، حذفت الياء لالتقاء الساكنين .
وفي هذه المسألة كلام طويل يضيق هذا الكتاب عنه .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=42nindex.php?page=treesubj&link=28908والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) ( 42 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=42والذين آمنوا ) : مبتدأ ، وفي الخبر وجهان : أحدهما : " لا نكلف نفسا إلا وسعها " والتقدير : منهم ، فحذف العائد كما حذف في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43nindex.php?page=treesubj&link=28908ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) [ الشورى : 43 ] .
والثاني : أن الخبر " أولئك أصحاب الجنة " ، و " لا نكلف " معترض بينهما .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43nindex.php?page=treesubj&link=28908ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون ) ( 43 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43من غل ) : هو حال من " ما " . (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43تجري من تحتهم ) : الجملة في موضع الحال من الضمير المجرور بالإضافة ، والعامل فيها معنى الإضافة .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43هدانا لهذا ) : قد ذكرناه في الفاتحة . (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43وما كنا ) : الواو للحال ، ويجوز أن تكون مستأنفة ، ويقرأ بحذف الواو على الاستئناف . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43لنهتدي ) : قد ذكرنا إعراب مثله في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179ما كان الله ليذر المؤمنين ) [ آل عمران : 179 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43أن هدانا ) : هما في تأويل المصدر ، وموضعه رفع بالابتداء ؛ لأن الاسم الواقع بعد " لولا " هذه كذلك ، وجواب لولا محذوف دل عليه ما قبله تقديره : لولا أن هدانا الله ما كنا لنهتدي . وبهذا حسنت القراءة بحذف الواو . (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43أن تلكم ) : في " أن " وجهان : أحدهما : هي بمعنى أي ، ولا موضع لها ، وهي تفسير للنداء ، والثاني : أنها مخففة من الثقيلة ، واسمها محذوف ، والجملة بعدها خبرها ؛ أي : ونودوا أنه تلكم الجنة ، والهاء ضمير الشأن ، وموضع الكلام كله نصب بنودوا ، وجر على تقديره بأنه . (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43أورثتموها ) : يقرأ بالإظهار على الأصل ، وبالإدغام لمشاركة التاء في الهمس ، وقربها منها في المخرج ، وموضع الجملة نصب على الحال من الجنة ، والعامل فيها ما في تلك من معنى الإشارة ، ولا يجوز أن يكون حالا من تلك لوجهين : أحدهما : أنه فصل بينهما بالخبر . والثاني : أن " تلك " مبتدأ ، والابتداء لا يعمل في الحال ، ويجوز أن تكون الجنة نعتا لتلكم ، أو بدلا ، وأورثتموها الخبر .
ولا يجوز أن تكون الجملة حالا من الكاف والميم ؛ لأن الكاف حرف للخطاب ، وصاحب الحال لا يكون حرفا ، ولأن الحال تكون بعد تمام الكلام ، والكلام لا يتم بتلكم .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=41nindex.php?page=treesubj&link=28908لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ) ( 41 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=41غَوَاشٍ ) : هُوَ جَمْعُ غَاشِيَةٍ ، وَفِي التَّنْوِينِ هُنَا ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ : أَحَدُهَا : أَنَّهُ تَنْوِينُ الصَّرْفِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ حَذَفُوا الْيَاءَ مِنْ " غَوَاشِي " ، فَنَقَصَ بِنَاؤُهَا عَنْ بِنَاءِ مَسَاجِدَ ، وَصَارَتْ مِثْلَ سَلَامٍ ، فَلِذَلِكَ صُرِفَتْ . وَالثَّانِي : أَنَّهُ عِوَضٌ مِنَ الْيَاءِ الْمَحْذُوفَةِ .
[ ص: 424 ] وَالثَّالِثُ : أَنَّهُ عِوَضٌ مِنْ حَرَكَةِ الْيَاءِ الْمُسْتَحَقَّةِ ، وَلَمَّا حُذِفَتِ الْحَرَكَةُ ، وَعُوِّضَ عَنْهَا بِالتَّنْوِينِ ، حُذِفَتِ الْيَاءُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ .
وَفِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ كَلَامٌ طَوِيلٌ يَضِيقُ هَذَا الْكِتَابُ عَنْهُ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=42nindex.php?page=treesubj&link=28908وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ( 42 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=42وَالَّذِينَ آمَنُوا ) : مُبْتَدَأٌ ، وَفِي الْخَبَرِ وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا : " لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا " وَالتَّقْدِيرُ : مِنْهُمْ ، فَحُذِفَ الْعَائِدُ كَمَا حُذِفَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43nindex.php?page=treesubj&link=28908وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) [ الشُّورَى : 43 ] .
وَالثَّانِي : أَنَّ الْخَبَرَ " أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ " ، وَ " لَا نُكَلِّفُ " مُعْتَرِضٌ بَيْنَهُمَا .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43nindex.php?page=treesubj&link=28908وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( 43 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43مِنْ غِلٍّ ) : هُوَ حَالٌ مِنْ " مَا " . (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ ) : الْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الضَّمِيرِ الْمَجْرُورِ بِالْإِضَافَةِ ، وَالْعَامِلُ فِيهَا مَعْنَى الْإِضَافَةِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43هَدَانَا لِهَذَا ) : قَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي الْفَاتِحَةِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43وَمَا كُنَّا ) : الْوَاوُ لِلْحَالِ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُسْتَأْنَفَةً ، وَيُقْرَأُ بِحَذْفِ الْوَاوِ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43لِنَهْتَدِيَ ) : قَدْ ذَكَرْنَا إِعْرَابَ مِثْلِهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ ) [ آلِ عِمْرَانَ : 179 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43أَنْ هَدَانَا ) : هُمَا فِي تَأْوِيلِ الْمَصْدَرِ ، وَمَوْضِعُهُ رَفْعٌ بِالِابْتِدَاءِ ؛ لِأَنَّ الِاسْمَ الْوَاقِعَ بَعْدَ " لَوْلَا " هَذِهِ كَذَلِكَ ، وَجَوَابُ لَوْلَا مَحْذُوفٌ دَلَّ عَلَيْهِ مَا قَبْلَهُ تَقْدِيرُهُ : لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ مَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ . وَبِهَذَا حَسُنَتِ الْقِرَاءَةُ بِحَذْفِ الْوَاوِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43أَنْ تِلْكُمُ ) : فِي " أَنْ " وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا : هِيَ بِمَعْنَى أَيْ ، وَلَا مَوْضِعَ لَهَا ، وَهِيَ تَفْسِيرٌ لِلنِّدَاءِ ، وَالثَّانِي : أَنَّهَا مُخَفَّفَةٌ مِنَ الثَّقِيلَةِ ، وَاسْمُهَا مَحْذُوفٌ ، وَالْجُمْلَةُ بَعْدَهَا خَبَرُهَا ؛ أَيْ : وَنُودُوا أَنَّهُ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ ، وَالْهَاءُ ضَمِيرُ الشَّأْنِ ، وَمَوْضِعُ الْكَلَامِ كُلُّهُ نَصْبٌ بِنُودُوا ، وَجُرَّ عَلَى تَقْدِيرِهِ بِأَنَّهُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43أُورِثْتُمُوهَا ) : يُقْرَأُ بِالْإِظْهَارِ عَلَى الْأَصْلِ ، وَبِالْإِدْغَامِ لِمُشَارَكَةِ التَّاءِ فِي الْهَمْسِ ، وَقُرْبِهَا مِنْهَا فِي الْمَخْرَجِ ، وَمَوْضِعُ الْجُمْلَةِ نَصْبٌ عَلَى الْحَالِ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَالْعَامِلُ فِيهَا مَا فِي تِلْكَ مِنْ مَعْنَى الْإِشَارَةِ ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ تِلْكَ لِوَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ فَصَلَ بَيْنَهُمَا بِالْخَبَرِ . وَالثَّانِي : أَنَّ " تِلْكَ " مُبْتَدَأٌ ، وَالِابْتِدَاءُ لَا يَعْمَلُ فِي الْحَالِ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْجَنَّةُ نَعْتًا لِتَلْكُمْ ، أَوْ بَدَلًا ، وَأُورِثْتُمُوهَا الْخَبَرُ .
وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْجُمْلَةُ حَالًا مِنَ الْكَافِ وَالْمِيمِ ؛ لِأَنَّ الْكَافَ حَرْفٌ لِلْخِطَابِ ، وَصَاحِبُ الْحَالِ لَا يَكُونُ حَرْفًا ، وَلِأَنَّ الْحَالَ تَكُونُ بَعْدَ تَمَامِ الْكَلَامِ ، وَالْكَلَامُ لَا يَتِمُّ بِتِلْكُمْ .