الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال تعالى : ( من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين ( 98 ) ) .

قوله تعالى : ( عدو للكافرين ) : وضع الظاهر موضع المضمر ; لأن الأصل من كان عدوا لله ، وملائكته فإن الله عدو له أو لهم ، وله في القرآن نظائر كثيرة ، ستمر بك إن شاء الله .

قال تعالى : ( أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم . . . . . ) .

قوله تعالى : ( أوكلما ) : الواو للعطف والهمزة قبلها للاستفهام على معنى الإنكار والعطف هنا على معنى الكلام المتقدم في قوله : ( أفكلما جاءكم رسول ) [ البقرة : 87 ] وما بعده ، وقيل الواو زائدة ، وقيل : هي " أو " التي لأحد الشيئين حركت بالفتح ، وقد قرئ شاذا بسكونها .

( عهدا ) : مصدر من غير لفظ الفعل المذكور ، ويجوز أن يكون مفعولا به ; أي أعطوا عهدا ، وهنا مفعول آخر محذوف تقديره : عاهدوا الله أو عاهدوكم .

قال تعالى : ( ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون ( 101 ) ) .

قوله تعالى : ( رسول من عند الله مصدق ) : هو مثل قوله : ( كتاب من عند الله مصدق ) [ البقرة : 89 ] وقد ذكر . ( الكتاب ) مفعول أوتوا و : " كتاب الله " مفعول نبذ . ( كأنهم ) : هي وما عملت فيه في موضع الحال ، والعامل نبذ ، وصاحب الحال فريق ، تقديره مشبهين للجهال .

التالي السابق


الخدمات العلمية