الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال تعالى : ( يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) ( 187 ) .

قوله تعالى : ( أيان ) : اسم مبني لتضمنه حرف الاستفهام بمعنى متى ، وهو خبر لـ " مرساها " . والجملة في موضع جر بدلا من الساعة ؛ تقديره : يسألونك عن زمان حلول [ ص: 452 ] الساعة . و ( مرساها ) : مفعل من أرسى ، وهو مصدر مثل المدخل والمخرج بمعنى الإدخال والإخراج ؛ أي : متى أرساها . ( إنما علمها ) : المصدر مضاف إلى المفعول ، وهو مبتدأ ؛ و " عند " : الخبر . ( ثقلت في السماوات ) : أي : ثقلت على أهل السماوات والأرض ؛ أي : تثقل عند وجودها . وقيل التقدير : ثقل علمها على أهل السماوات . ( حفي عنها ) : فيه وجهان : أحدهما : تقديره : يسألونك عنها كأنك حفي ؛ أي : معني بطلبها ، فقدم وأخر . والثاني : أن " عن " بمعنى الباء ؛ أي : حفي بها ، وكأنك حال من المفعول ، وحفي بمعنى محفو ، ويجوز أن يكون فعيلا بمعنى فاعل .

قال تعالى : ( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ) ( 188 ) .

قوله تعالى : ( لنفسي ) : يتعلق بأملك ، أو حال من نفع . ( إلا ما شاء الله ) : استثناء من الجنس . ( لقوم ) : يتعلق ببشير عند البصريين ، وبنذير عند الكوفيين .

قال تعالى : ( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين ) ( 189 ) .

قوله تعالى : ( فمرت به ) : يقرأ بتشديد الراء من المرور ، ومارت بالألف ، وتخفيف الراء من المور ، وهو الذهاب والمجيء .

قال تعالى : ( فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون ) ( 190 ) .

قوله تعالى : ( جعلا له شركاء ) : يقرأ بالمد على الجمع ؛ وشركا بكسر الشين وسكون الراء والتنوين ، وفيه وجهان : أحدهما : تقديره : جعلا لغيره شركا ؛ أي : نصيبا . والثاني : جعلا له ذا شرك ، فحذف في الموضعين المضاف .

قال تعالى : ( وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون ) ( 193 ) .

قوله تعالى : ( أدعوتموهم ) : قد ذكر في قوله : ( سواء عليهم أأنذرتهم ) [ البقرة : 6 ] .

[ ص: 453 ] و ( أم أنتم صامتون ) : جملة اسمية في موضع الفعلية ، والتقدير : أدعوتموهم أم صمتم .

التالي السابق


الخدمات العلمية