الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      إقرار الوارث المديان بوصية لرجل أو بدين على أبيه قلت : أرأيت إن هلك والده وعلى الابن دين يغترق جميع ما ورث عن أبيه ، فأقر الابن أن أباه كان أوصى لهذا الرجل بثلث ماله وكذبه غرماؤه وقالوا لم يوص أبوك لهذا بشيء ؟

                                                                                                                                                                                      قال : إن كان إقراره قبل أن يقام عليه بالدين جاز ذلك ، وإن كان إقراره بعدما [ ص: 381 ] قاموا عليه لم يجز ; لأن مالكا قال لي في الرجل يكون عليه الدين فيقر لرجل بدين عليه . قال : إن كان إقراره قبل أن يقام عليه جاز ذلك . وكل من أقر له يحاص الغرماء ، وإن كان إقراره بعدما قاموا عليه فلا يجوز ذلك إلا ببينة . فكذلك ما أقر به الوارث ولايتهم ; لأنه لو أقر على نفسه جاز ، وكذلك لو هلك والده فقال : هذه ودائع عند أبي أو أقر لرجل بدين على أبيه وكذبه غرماؤه . قال : إن كان من أقر له به حاضرا حلف وكان القول قوله إذا كان إقراره قبل أن يقام عليه ، وإن كان إقراره بعد أن يقام عليه لم يقبل قوله إلا ببينة . وذلك أن مالكا سئل عن الرجل يشهد للرجل في الشيء في يديه فيقول : إن فلانا تصدق به على فلان ووضعه على يدي وينكر الذي هو له . قال : إن كان المشهود له حاضرا حلف مع شاهده وكان له ، وإن لم يكن حاضرا وكان غائبا لم يقبل قوله ; لأنه يتهم أن يكون إنما أقر به لأن يقر المال في يديه .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية