( ثوب ) الثاء والواو والباء قياس صحيح من أصل واحد ، وهو العود والرجوع . يقال ثاب يثوب إذا رجع . والمثابة : المكان يثوب إليه الناس . قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=125وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا . قال أهل التفسير : مثابة : يثوبون إليه لا يقضون منه وطرا أبدا . والمثابة : مقام المستقي على فم البئر . وهو من هذا ، لأنه يثوب إليه ، والجمع مثابات . قال :
[ ص: 394 ] وما لمثابات العروش بقية إذا استل من تحت العروش الدعائم
وقال قوم : المثابة العدد الكبير . فإن كان صحيحا فهو من الباب ، لأنهم الفئة التي يثاب إليها . ويقال ثاب الحوض ، إذا امتلأ . قال :
إن لم يثب حوضك قبل الري
وهكذا كأنه خلا ثم ثاب إليه الماء ، أو عاد ممتلئا بعد أن خلا . والثواب من الأجر والجزاء أمر يثاب إليه . ويقال إن المثابة حبالة الصائد ، فإن كان هذا صحيحا فلأنه مثابة الصيد ، على معنى الاستعارة والتشبيه . قال
الراجز :
متى متى تطلع المثابا لعل شيخا مهترا مصابا
يعني بالشيخ الوعل يصيده . ويقال إن الثواب العسل ; وهو من الباب ، لأن النحل يثوب إليه . قال :
فهو أحلى من الثواب إذا ذقت فاها وبارئ النسم
قالوا : والواحد ثوابة . وثواب : اسم رجل كان يضرب به المثل في الطواعية ، فيقال : " أطوع من ثواب " . قال :
[ ص: 395 ] وكنت الدهر لست أطيع أنثى فصرت اليوم أطوع من ثواب
والثوب الملبوس محتمل أن يكون من هذا القياس ; لأنه يلبس ثم يلبس ويثاب إليه . وربما عبروا عن النفس بالثوب ، فيقال هو طاهر الثياب .
( ثَوَبَ ) الثَّاءُ وَالْوَاوُ وَالْبَاءُ قِيَاسٌ صَحِيحٌ مِنْ أَصْلٍ وَاحِدٍ ، وَهُوَ الْعَوْدُ وَالرُّجُوعُ . يُقَالُ ثَابَ يَثُوبُ إِذَا رَجَعَ . وَالْمَثَابَةُ : الْمَكَانُ يَثُوبُ إِلَيْهِ النَّاسُ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=125وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا . قَالَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ : مَثَابَةً : يَثُوبُونَ إِلَيْهِ لَا يَقْضُونَ مِنْهُ وَطَرًا أَبَدًا . وَالْمَثَابَةُ : مَقَامُ الْمُسْتَقِي عَلَى فَمِ الْبِئْرِ . وَهُوَ مِنْ هَذَا ، لِأَنَّهُ يَثُوبُ إِلَيْهِ ، وَالْجَمْعُ مَثَابَاتٌ . قَالَ :
[ ص: 394 ] وَمَا لِمَثَابَاتِ الْعُرُوشِ بَقِيَّةٌ إِذَا اسْتُلَّ مِنْ تَحْتِ الْعُرُوشِ الدَّعَائِمُ
وَقَالَ قَوْمٌ : الْمَثَابَةُ الْعَدَدُ الْكَبِيرُ . فَإِنْ كَانَ صَحِيحًا فَهُوَ مِنَ الْبَابِ ، لِأَنَّهُمُ الْفِئَةُ الَّتِي يُثَابُ إِلَيْهَا . وَيُقَالُ ثَابَ الْحَوْضُ ، إِذَا امْتَلَأَ . قَالَ :
إِنْ لَمْ يَثُبْ حَوْضُكَ قَبْلَ الرِّيِّ
وَهَكَذَا كَأَنَّهُ خَلَا ثُمَّ ثَابَ إِلَيْهِ الْمَاءُ ، أَوْ عَادَ مُمْتَلِئًا بَعْدَ أَنْ خَلَا . وَالثَّوَابُ مِنَ الْأَجْرِ وَالْجَزَاءِ أَمْرٌ يُثَابُ إِلَيْهِ . وَيُقَالُ إِنَّ الْمَثَابَةَ حِبَالَةُ الصَّائِدِ ، فَإِنْ كَانَ هَذَا صَحِيحًا فَلِأَنَّهُ مَثَابَةُ الصَّيْدِ ، عَلَى مَعْنَى الِاسْتِعَارَةِ وَالتَّشْبِيهِ . قَالَ
الرَّاجِزُ :
مَتَى مَتَى تُطَّلَعُ الْمَثَابَا لَعَلَّ شَيْخًا مُهْتَرًا مُصَابَا
يَعْنِي بِالشَّيْخِ الْوَعِلَ يَصِيدُهُ . وَيُقَالُ إِنَّ الثَّوَابَ الْعَسَلُ ; وَهُوَ مِنَ الْبَابِ ، لِأَنَّ النَّحْلَ يَثُوبُ إِلَيْهِ . قَالَ :
فَهُوَ أَحْلَى مِنَ الثَّوَابِ إِذَا ذُقْتَ فَاهَا وَبَارِئِ النَّسَمِ
قَالُوا : وَالْوَاحِدُ ثَوَابَةٌ . وَثَوَابٌ : اسْمُ رَجُلٍ كَانَ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي الطَّوَاعِيَةِ ، فَيُقَالُ : " أَطْوَعُ مِنْ ثَوَابٍ " . قَالَ :
[ ص: 395 ] وَكُنْتُ الدَّهْرَ لَسْتُ أُطِيعُ أُنْثَى فَصِرْتُ الْيَوْمَ أَطْوَعَ مِنْ ثَوَابِ
وَالثَّوْبُ الْمَلْبُوسُ مُحْتَمَلٌ أَنْ يَكُونَ مِنْ هَذَا الْقِيَاسِ ; لِأَنَّهُ يُلْبَسُ ثُمَّ يُلْبَسُ وَيُثَابُ إِلَيْهِ . وَرُبَّمَا عَبَّرُوا عَنِ النَّفْسِ بِالثَّوْبِ ، فَيُقَالُ هُوَ طَاهِرُ الثِّيَابِ .