الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
باب في سقوط الاجتهاد مع وجود النص

551 - أنا القاضي أبو عمر : القاسم بن جعفر ، نا محمد بن أحمد اللؤلؤي ، نا أبو داود ، نا محمد بن بشار ، نا ابن أبي عدي ، قال : أنبأنا هشام بن حسان ، قال : حدثني عكرمة ، عن ابن عباس : أن هلال بن أمية ، قذف امرأته عند النبي - صلى الله عليه وسلم - بشريك بن سحماء ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " البينة وإلا فحد في ظهرك " ، فقال : يا رسول الله ، إذا رأى أحدنا رجلا على امرأته ، يلتمس البينة ؟ فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " البينة وإلا فحد في ظهرك " ، فقال هلال : والذي بعثك بالحق ، إني لصادق ، ولينزلن الله في أمري ما يبرئ ظهري من الحد ، فنزلت : ( والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم ) قرأ حتى بلغ ( من الصادقين ) ، فانصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - فأرسل إليهما ، فجاءا ، فقام هلال بن أمية ، فشهد والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " الله يعلم أن أحدكما كاذب ، فهل منكما من تائب ؟ " ، ثم قامت فشهدت ، فلما كان عند الخامسة ، أن غضب الله عليها ، إن كان من الصادقين ، وقالوا لها : إنها موجبة قال ابن عباس : " فتلكأت ونكصت حتى ظننا أنها سترجع ، فقالت : لا أفضح قومي سائر اليوم ، فمضت ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 505 ] : " أبصروها ، فإن جاءت به أكحل العينين ، سابغ الإليتين ، خدلج الساقين فهو لشريك بن سحماء " ، فجاءت به كذلك ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لولا ما مضى من كتاب الله ، لكان لي ولها شأن " .

قلت : عنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما مضى من كتاب الله قوله : ( ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات ) إلى آخر القصة ، وأراد بقوله : " لكان لي ولها شأن " إقامة الحد عليها لمشابهة ولدها الرجل الذي رميت به والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية