الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
463 - أنا علي بن أبي علي البصري ، أنا علي بن عبد العزيز البرذعي ، نا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، نا يونس بن عبد الأعلى ، قال : قال الشافعي : " وإذا اختلفوا - يعني : أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - نظر أتبعهم للقياس ، إذا لم يوجد أصل يخالفهم اتبع أتبعهم للقياس ، قد اختلف عمر وعلي في ثلاث مسائل ، القياس فيها مع علي ، وبقوله أخذ .

منها : المفقود : قال عمر : يضرب له أجل أربع سنين ، ثم تعتد أربعة أشهر وعشرا ، ثم تنكح ، وقال علي : مبتلا لا تنكح أبدا - وقد اختلف فيه عن علي - حتى يصح موت أو فراق .

[ ص: 441 ] وقال عمر في الرجل يطلق امرأته في سفر ثم يرتجعها فيبلغها الطلاق ، ولا تبلغها الرجعة ، حتى تحل وتنكح : أن زوجها الآخر أولى بها إذا دخل بها ، وقال علي : هي للأول أبدا ، وهو أحق بها .

وقال عمر في الذي ينكح المرأة في العدة ويدخل بها : أنه يفرق بينهما ، ثم لا ينكحها أبدا ، وقال علي : ينكحها بعد .

واختلفوا في الأقراء ، وأصح ذلك أن الأقراء : الأطهار ، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمر : " مره - يعني : ابن عمر - يطلقها في طهر لم يمسها فيه ، فتلك العدة التي أمر الله أن يطلق لها النساء " ، فلما سماها النبي - صلى الله عليه وسلم - عدة كان أصح القول فيها ، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، سمى الأطهار العدة " .

التالي السابق


الخدمات العلمية