الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( بطح ) الباء والطاء والحاء أصل واحد ، وهو تبسط الشيء وامتداده . قال الخليل : البطح من قولك بطحه على وجهه بطحا . والبطحاء : مسيل فيه دقاق الحصى ، فإذا اتسع وعرض سمي أبطح . قال ذو الرمة :


                                                          كأن البرى والعاج عيجت متونها على عشر نهى به السيل أبطح

                                                          وقال في التبطح :


                                                          إذا تبطحن على المحامل     تبطح البط بجنب الساحل

                                                          وتبطح السيل : إذا سال سيلا عريضا . قال ذو الرمة :


                                                          ولا زال من نوء السماك عليكما     ونوء الزبانى وابل متبطح

                                                          قال ابن الأعرابي : الأبطح أثر السيل واسعا كان أو ضيقا ، والجمع أباطح .

                                                          [ ص: 261 ] قال أهل العربية : [ جمع ] جمع الأسماء التي جاءت على أفعل ، نحو الأحامد والأساود ، وذلك لغلبته على المعنى ، حتى صار كالاسم . قال الخليل : البطيحة ما بين واسط والبصرة ماء مستنقع لا يرى طرفاه من سعته ، وهو مغيض دجلة والفرات . وبطحاء مكة من هذا . قال الدريدي : قريش البطاح الذين ينزلون بطحاء مكة ، وقريش الظواهر الذين ينزلون ما حول مكة . قال :


                                                          فلو شهدتني من قريش عصابة     قريش البطاح لا قريش الظواهر

                                                          قال : فيسمى التراب البطحاء ، يقال : دعا ببطحا قشرها . وأنشد :


                                                          شرابة للبن اللقاح     حلالة بجرع البطاح

                                                          قال الفراء : ما بيني وبينه إلا بطحة ، يريد قامة الرجل ، فما كان بينك وبينه في الأرض قيل بطحة ، وما كان بينك وبينه في شيء مرتفع فهو قامة . والبطاح مرض شبيه بالبرسام وليس به; يقال : هو مبطوح .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية