الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( جن ) الجيم والنون أصل واحد ، وهو [ الستر و ] التستر . فالجنة ما يصير إليه المسلمون في الآخرة ، وهو ثواب مستور عنهم اليوم . والجنة البستان ، وهو ذاك لأن الشجر بورقه يستر . وناس يقولون : الجنة عند العرب النخل الطوال ، ويحتجون بقول زهير :


                                                          كأن عيني [ في ] غربي مقتلة من النواضح تسقي جنة سحقا

                                                          [ ص: 422 ] والجنين : الولد في بطن أمه . والجنين : المقبور . والجنان : القلب . والمجن : الترس . وكل ما استتر به من السلاح فهو جنة . قال أبو عبيدة : السلاح ما قوتل به ، والجنة ما اتقي به . قال :


                                                          حيث ترى الخيل بالأبطال عابسة     ينهضن بالهندوانيات والجنن

                                                          والجنة : الجنون ; وذلك أنه يغطي العقل . وجنان الليل : سواده وستره الأشياء . قال :


                                                          ولولا جنان الليل أدرك ركضنا     بذي الرمث والأرطى عياض بن ناشب

                                                          ويقال جنون الليل ، والمعنى واحد . ويقال جن النبت جنونا إذا اشتد وخرج زهره . فهذا يمكن أن يكون من الجنون استعارة كما يجن الإنسان فيهيج ، ثم يكون أصل الجنون ما ذكرناه من الستر . والقياس صحيح . وجنان الناس معظمهم ، ويسمى السواد . والمجنة الجنون . فأما الحية الذي يسمى الجان فهو تشبيه له بالواحد من الجان . والجن سموا بذلك لأنهم متسترون عن أعين الخلق . قال الله تعالى : إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم . والجناجن : عظام الصدر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية