الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( جبر ) الجيم والباء والراء أصل واحد ، وهو جنس من العظمة والعلو والاستقامة . فالجبار : الذي طال وفات اليد ، يقال فرس جبار ، ونخلة جبارة . وذو الجبورة وذو الجبروت : الله جل ثناؤه . وقال :


                                                          فإنك إن أغضبتني غضب الحصى عليك وذو الجبورة المتغطرف

                                                          ويقال فيه جبرية وجبروة وجبروت وجبورة . وجبرت العظم فجبر . قال :

                                                          قد جبر الدين الإله فجبر ويقال للخشب الذي يضم به العظم الكسير جبارة ، والجمع جبائر . وشبه السوار فقيل له جبارة . وقال :


                                                              وأرتك كفا في الخضا
                                                          ب ومعصما ملء الجباره

                                                          ومما شذ عن الباب الجبار وهو الهدر . قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : البئر جبار ، والمعدن جبار . فأما البئر فهي العادية القديمة لا يعلم لها حافر ومالك ، يقع فيها الإنسان أو غيره ، فذلك هدر . والمعدن جبار ، قوم يحفرونه بكراء فينهار عليهم ، فذلك جبار ، لأنهم يعملون بكراء .

                                                          [ ص: 502 ] ويقال أجبرت فلانا على الأمر ، ولا يكون ذلك إلا بالقهر وجنس من التعظم عليه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية