الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 284 ] 13 - باب الكيل على من استوفى وصحة المعاطاة

                                                                                        1393 \ 1 - قال أبو بكر : حدثنا عبد الله بن نمير ، عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد ، حدثنا أبو صخرة جامع بن شداد ، عن طارق بن عبد الله المحاربي - رضي الله عنه - قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرتين ..فذكر الحديث ، قال : أقبلنا في ركب من الربذة حتى نزلنا قريبا من المدينة ، ومعنا ظعينة لنا ، قال : فبينا نحن قعود إذ أتانا رجل عليه ثوبان أبيضان ، فسلم فرددنا عليه ، فقال : من أين أقبل القوم ؟ قلنا : من الربذة ، وجنوب الربذة . قال : ومعنا جمل أحمر . قال : تبيعوني الجمل ؟ قلنا : نعم . قال : بكم ؟ قلنا : بكذا وكذا صاعا من التمر . قال : فما استنقصنا شيئا ، وقال : قد أخذته . ثم أخذ برأس الجمل حتى دخل المدينة فتوارى عنا ، فتلاومنا بيننا ، قلنا : أعطيتم جملكم رجلا ما تعرفونه ! قالت الظعينة : لا تلوموا أنفسكم ، فلقد رأيت وجها ما كان ليخفركم ، ما رأيت رجلا أشبه بالقمر ليلة البدر من وجهه ، فلما كان العشاء أتى رجل فقال : السلام عليكم ، إني رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليكم ، وإنه يأمركم أن تأكلوا حتى تشبعوا ، وتكتالوا حتى تستوفوا . فأكلنا حتى شبعنا ، واكتلنا حتى استوفينا . فلما كان الغد دخلنا المدينة ، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم على المنبر يخطب الناس .

                                                                                        وقال أبو يعلى 1393 \ 2 - : حدثنا زكريا بن يحيى الواسطي ، ثنا سنان بن هارون أخو سيف ، عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد ، حدثني أبو صخرة ، [ ص: 285 ] قال : قال رجل منا يقال له طارق : رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - مرتين .

                                                                                        أما مرة فرأيته بسوق ذي المجاز وهو على دابة وقد دميت عرقوباه ... فذكر الحديث . قال : ثم قدمنا بعد ذلك فنزلنا المدينة ، فخرج علينا رجل فقال : من أين أقبلتم ؟ قلنا : من الربذة ، أو من نواحيها . قال : معكم شيء تبيعونه ؟ قلنا : نعم ، هذا البعير . قال : بكم ؟ قلنا : بكذا وكذا وسقا من تمر .

                                                                                        فأخذ بخطامه يجره ، ثم دخل به المدينة ، فقلت : أي شيء صنعنا ؟ بعنا بعيرنا من رجل لا نعرفه ! قال : ومعنا ظعينة في جانب الخباء ، فقالت : أنا ضمنة ثمن البعير ، لقد رأيت وجه رجل مثل القمر ليلة البدر ، لا يخيس بكم . فلما أصبحنا أتى رجل ومعه تمر ، فقال : أنا رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليكم أن تأكلوا من هذا التمر حتى تشبعوا ، وأن تكتالوا حتى تستوفوا . فقال : ففعلنا
                                                                                        .

                                                                                        [ ص: 286 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية