الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        1585 - وقال أبو يعلى : حدثنا إبراهيم بن الحجاج ، ثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن كنانة بن نعيم العدوي ، عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال : إن جليبيبا كان امرأ من الأنصار ، وكان يدخل على النساء ويتحدث إليهن .

                                                                                        قال أبو برزة رضي الله عنه : فقلت لامرأتي : اتقوا ، لا يدخلن عليكن جليبيب ! قال : وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان لأحدهم أيم لم يزوجوها حتى يعلم هل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيها حاجة أو لا .

                                                                                        فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم لرجل من الأنصار : " يا فلان ، زوجني ابنتك " ! قال : نعم ، ونعمة عين ! قال صلى الله عليه وسلم : " إني لست لنفسي أريدها " ، قال : فلمن ؟ قال صلى الله عليه وسلم : " لجليبيب " . قال : يا رسول الله ، نستأمر أمها .

                                                                                        فأتى فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك ، قالت : نعم ، ونعمة عين ! تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ! قال : إنه ليس لنفسه يريدها ، قالت : فلمن ؟ قال : لجليبيب ، قالت : حلقى ! ألجليبيب ؟ لا ، لعمر الله لا أرفع جليبيبا .

                                                                                        فلما قام أبوها ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت الفتاة من خدرها لأبويها : من خطبني إليكم ؟ قالا : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : أتردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ؟ ادفعوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لن يضيعني . فذهب أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : شأنك بها ، فزوجها جليبيبا .

                                                                                        قال حماد : قال لي إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قلت لثابت : هل تدري ما دعا صلى الله عليه وسلم لها به ؟ قال : اللهم صب عليهما الخير صبا ، ولا تجعل عيشهما كدا كدا !

                                                                                        قال ثابت : فزوجها إياه
                                                                                        .

                                                                                        * قلت : رواه معمر عن ثابت ، عن أنس رضي الله عنه ، وتابعه ديلم بن غزوان ، عن ثابت ، عن أنس رضي الله عنه ، ورواية حماد بن سلمة أصح .

                                                                                        [ ص: 155 ] [ ص: 156 ] [ ص: 157 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية