الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        1647 - قال الطيالسي : حدثنا حماد بن زيد ، عن معاوية بن قرة ، عن كهمس الهلالي ، قال : كنت عند عمر رضي الله عنه ، فبينما نحن جلوس عنده إذ جاءت امرأة فجلست إليه ، فقالت : يا أمير المؤمنين ، إن زوجي قد كثر شره ، وقل خيره . فقال لها : " من زوجك ؟ " قالت : أبو سلمة . قال : " إن ذلك رجل له صحبة ، وإنه لرجل صدق " ، ثم قال عمر رضي الله عنه لرجل جالس عنده : أليس كذلك ؟ قال : يا أمير المؤمنين ، لا نعرفه إلا بما قلت .

                                                                                        فقال لرجل : قم فادعه لي . فقامت المرأة حين أرسل إلى زوجها فقعدت خلف عمر رضي الله عنه ، فلم يلبث أن جاءا معا حتى جلس بين يدي عمر رضي الله عنه ، فقال عمر رضي الله عنه : ما تقول هذه الجالسة خلفي ؟ قال : ومن هذه يا أمير المؤمنين ؟ قال : هذه امرأتك ، قال : وتقول ماذا ؟ قال : تزعم أنه قد قل خيرك ، وكثر شرك .

                                                                                        قال : بئس ما قالت يا أمير المؤمنين ! إنها لمن صالح نسائها ، أكثرهن كسوة وأكثرهن رفاهية بيت ، ولكن فحلها بكيء ، فقال عمر رضي الله عنه للمرأة : ما تقولين ؟ قالت : صدق .

                                                                                        فقام إليها عمر رضي الله عنه بالدرة ، فتناولها بها ، ثم قال : أي عدوة نفسها ، أكلت ماله ، وأفنيت شبابه ، ثم أنشأت تخبرين بما ليس فيه ؟ قالت : يا أمير المؤمنين لا تعجل ، فوالله لا أجلس هذا المجلس أبدا ! فأمر لها بثلاثة أثواب ، فقال : خذي هذا بما صنعت بك ، وإياك أن تشتكي هذا الشيخ .

                                                                                        قال : فكأني أنظر إليها قامت ومعها الثياب ، ثم أقبل رضي الله عنه على زوجها فقال : لا يحملك ما رأيتني صنعت بها أن تسيء إليها . فقال : ما كنت لأفعل ! فقال : انصرفا
                                                                                        ... فذكر الحديث .

                                                                                        وسيأتي إن شاء الله تعالى في فضل القرن الأول .

                                                                                        [ ص: 293 ] [ ص: 294 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية