5002 - (صلة الرحم تزيد في العمر وصدقة السر تطفئ غضب الرب) (القضاعي) عن ابن مسعود - (ح) .

التالي السابق

عرض الحاشية

(صِلَةُ الرَّحِمِ) ؛ أَيِ: الْقَرَابَةِ وَإِنْ بَعُدَتْ (تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ وَصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ) اسْتَدَلَّ بِهِ الرَّافِعِيُّ عَلَى أَنَّ صَدَقَةَ السِّرِّ أَفْضَلُ مِنَ الْعَلَانِيَةِ، قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : وَأَوْلَى مِنْهُ خَبَرُ (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ) ، وَفِيهِ: (وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا) قَالَ فِي الْإِتْحَافِ: ذَكَرَ مَعَ الصِّلَةِ صَدَقَةَ السِّرِّ لِلْمُنَاسَبَةِ التَّامَّةِ الْمُؤْذِنَةِ بِمَزِيدِ فَضْلٍ، فَالصِّلَةُ[فِي الصِّلَةِ] بِأَنَّهَا تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ سَوَاءٌ كَانَتْ سِرًّا أَوْ جَهْرًا بِخِلَافِ إِطْفَاءِ الْغَضَبِ فَإِنَّهُ لَا يَكُونُ إِلَّا بِالصَّدَقَةِ سِرًّا ثُمَّ إِخْفَائِهَا، فَالصِّلَةُ أَفْضَلُ فَإِنَّهَا نَوْعٌ مِنَ الصَّدَقَةِ فَيَجْتَمِعُ فِيهَا حِينَئِذٍ الْأَمْرَانِ الزِّيَادَةُ فِي الْعُمُرِ وَإِطْفَاءُ الْغَضَبِ، وَلَمَّا كَانَ الْغَضَبُ عِنْدَنَا يَنْشَأُ مِنْ غَلَيَانِ الدَّمِ نَاسَبَ أَنْ يُعَبَّرَ عَنْهُ بِالْإِطْفَاءِ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مِنَ الْمُحَالِ فِي حَقِّهِ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ، فَالْمُرَادُ غَايَتُهُ مِنْ أَنَّهُ لَا يَصِلُ أَثَرُهُ وَلَا يَبْقَى مَعَ الصِّلَةِ مِنْهُ شَيْءٌ كَمَا لَا يَبْقَى مِنْ حَرَارَةِ النَّارِ بَعْدَ الْإِطْفَاءِ مَا يُؤْذِي

(الْقُضَاعِيُّ) فِي مُسْنَدِ الشِّهَابِ (عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ) رَمَزَ الْمُصَنِّفُ لِحُسْنِهِ وَلَيْسَ بِجَيِّدٍ؛ فَقَدْ قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : فِيهِ مَنْ لَا يُعْرَفُ

(صلة الرحم) ؛ أي: القرابة وإن بعدت (تزيد في العمر وصدقة السر تطفئ غضب الرب) استدل به الرافعي على أن صدقة السر أفضل من العلانية، قال ابن حجر : وأولى منه خبر (سبعة يظلهم الله) ، وفيه: (ورجل تصدق بصدقة فأخفاها) قال في الإتحاف: ذكر مع الصلة صدقة السر للمناسبة التامة المؤذنة بمزيد فضل، فالصلة[في الصلة] بأنها تزيد في العمر سواء كانت سرا أو جهرا بخلاف إطفاء الغضب فإنه لا يكون إلا بالصدقة سرا ثم إخفائها، فالصلة أفضل فإنها نوع من الصدقة فيجتمع فيها حينئذ الأمران الزيادة في العمر وإطفاء الغضب، ولما كان الغضب عندنا ينشأ من غليان الدم ناسب أن يعبر عنه بالإطفاء وإن كان ذلك من المحال في حقه تعالى وتقدس، فالمراد غايته من أنه لا يصل أثره ولا يبقى مع الصلة منه شيء كما لا يبقى من حرارة النار بعد الإطفاء ما يؤذي

(القضاعي) في مسند الشهاب (عن ابن مسعود ) رمز المصنف لحسنه وليس بجيد؛ فقد قال ابن حجر : فيه من لا يعرف