الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4933 - (الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل على الصفا) (الحكيم) عن ابن عباس - (ض) .

التالي السابق


(الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل) في رواية: النملة، بالإفراد؛ لأنهم ينظرون إلى الأسباب كالمطر غافلين عن المسبب، ومن وقف مع الأسباب فقد اتخذ من دونه أولياء، فلا يخرج عنه المؤمن إلا بهتك حجب الأسباب ومشاهدة الكل من رب الأرباب، وأشار بقوله (على الصفا) إلى أنهم وإن ابتلوا به لكنه متلاش فيهم لفضل يقينهم، فإنه وإن خطر لهم فهو خطور خفي لا يؤثر في نفوسهم كما لا يؤثر دبيب النمل على الصفا بل إذا عرض لهم خطرات الأسباب ردتها صلابة قلوبهم بالله [تنبيه] قال الإمام الرازي: السلامة في القيامة بقدر الاستقامة في نفي الشركاء، فمن الناس من أثبت ظاهرا وهو الشرك الظاهر، والاستقامة في الدنيا لا تحصل إلا بنفي الشركاء فلا تجعلوا لله أندادا ومنهم من أقر بالوحدانية ظاهرا لكنه يقول قولا يهدم ذلك التوحيد كأن يضيف السعادة والنحوسة إلى الكواكب، والصحة [ ص: 173 ] والمرض إلى الدواء، والغذاء أو العمل إلى العبد استقلالا، وكل ذلك يبطل الاستقامة في معرفة الحق سبحانه وتعالى، ومنهم من ترك كل ذلك لكنه يطيع النفس والشهوة أحيانا وإليه أشار بقوله أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وهذا النوع من الشرك هو المسمى بالشرك الخفي والمراد من قوله سبحانه وتعالى حكاية عن إبراهيم وإسماعيل واجعلنا مسلمين لك وقول يوسف توفني مسلما وأن الأنبياء مبرؤون عن الشرك الجلي أما الحالة المسماة بالشرك الخفي وهو الالتفات إلى غير الله فالبشر لا ينفك عنه في جميع الأوقات، فلهذا السبب تضرع الأنبياء والرسل في أن يصرف عنهم الأسباب تردها صلابة قلوبهم بالله

(الحكيم) الترمذي (عن ابن عباس ) ظاهره أنه لم يره مخرجا لأحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز وهو عجب؛ فقد خرجه أبو يعلى وابن عدي وابن حبان من حديث أبي بكر، ولأحمد والطبراني نحوه عن أبي موسى كما بينه الحافظ العراقي . وقال تلميذه الهيثمي : رواه البزار وفيه عبد الأعلى بن أعين وهو ضعيف



الخدمات العلمية