الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
5302 - ( طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى لمن آمن بي ولم يرني ثلاث مرات ) ( الطيالسي وعبد بن حميد ) عن ابن عمر - (ح) .

التالي السابق


(طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى لمن آمن بي ولم يرني ثلاث مرات) ولهذا قال ابن مسعود للحرث بن قيس : عند الله يحتسب إيمانكم بمحمد ولم تروه، وقد اعتضد بهذه الأحاديث ونحوها من ذهب إلى أن المراد بالأفضلية في [ ص: 280 ] حديث (خير الناس قرني) أفضلية المجموع لا الأفراد، قالوا: والسبب في كون القرن الأول أفضل أنهم كانوا غرباء في زمانهم لكثرة الكفار وصبرهم على أذاهم وقبضهم على دينهم، وكذا غيرهم إذا أقاموا الدين وتمسكوا به وصبروا على الطاعة حين ظهور المعاصي والفتن، كانوا عند ذلك أيضا غرباء وقد زكت أعمالهم في ذلك الزمان كما زكت أعمال أولئك وما تقدم عن ابن عبد البر نوزع فيه بأن قضية كلامه أن يكون فيمن يجيء بعد الصحابة من يكون أفضل من بعضهم، وبه صرح القرطبي، قال ابن حجر : لكن كلام ابن عبد البر ليس على إطلاقه في جميع الصحابة؛ فإنه صرح باستثناء أهل بدر والحديبية نعم، الجمهور على أن فضل الصحابة لا يعدله شيء لمشاهدة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وأما من سبق إليه بالهجرة أو النصر وضبط الشرع وتبليغه لمن بعده فلا يعدله أحد ممن بعده، ومحل النزاع فيمن لم يحصل له إلا مجرد المشاهدة وبه يجمع بين الأحاديث

(الطيالسي) أبو داود ( وعبد بن حميد عن ابن عمر) بن الخطاب قال: سئل رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فقيل له: أرأيت من آمن بك ولم يرك وصدقك ولم يرك، قال: (أولئك إخواني، أولئك معي) ثم ذكره



الخدمات العلمية