الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
5597 - ( علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) (أبو بكر المطيري في جزئه) عن أبي سعيد .

التالي السابق


( علي مني بمنزلة هارون من) أخيه ( موسى ) يعني متصل بي ونازل مني منزلته حين خلفه في قومه بني إسرائيل لما خرج إلى الطور، فالباء زائدة كما قاله الكرماني، ولما كان وجه الشبه مبهما في الجملة بينه بقول (إلا أنه لا نبي بعدي) ينزل بشرع ناسخ لهذه الشريعة نفى الاتصال به من جهة النبوة فبقي من جهة الخلافة؛ لأنها تلي النبوة في الرتبة ثم إنها محتملة لأن تكون في حياته أو بعد مماته فخرج بعد مماته؛ لأن هارون مات قبل موسى بنحو أربعين سنة فتعين أن يكون في حياته عند مسيره إلى غزوة تبوك كمسير موسى إلى مناجاة ربه، ذكره جمع منهم القرطبي، قال: وإنما قال إلا … إلخ تحذيرا مما وقع فيه قوم موسى من غلاة الروافض، فإنهم زعموا أن عليا نبي يوحى إليه وتناهى بعضهم في الغلو إلى أن صار في علي ما صارت إليه النصارى في المسيح، قالوا: إنه الإله، وقد حرق علي من قال ذلك فافتتن به جماعة منهم وزادهم ضلالا فقالوا: الآن تحققنا أنه الله؛ لأنه لا يعذب بالنار إلا الله، وهذه كلها أقوال عوام جهال سخفاء العقول لا يبالي أحدهم بما يقول، فلا ينفع معهم البرهان لكن السيف والسنان

( أبو بكر المطيري ) بفتح الميم وكسر الطاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف بضبط المصنف كغيره نسبة إلى المطيرة قرية بناحية «سر من رأى» ينسب إليها جمع من المحدثين منهم أبو بكر هذا، واسمه محمد بن جعفر بن أحمد الصدفي المطيري حدث عنه الحسين بن عرفة، وعنه الدارقطني وغيره كان ثقة مأمونا (في جزئه عن أبي سعيد) الخدري، قضية صنيع المصنف أنه لم يره لأشهر ولا أعلى منه وإلا لما أبعد النجعة إليه وهو ذهول عجيب؛ فقد أخرجه أحمد والبزار ، قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح



الخدمات العلمية