الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4377 - (رأيت ربي عز وجل) (حم) عن ابن عباس - (صح) .

التالي السابق


(رأيت ربي عز وجل) بالمشاهدة العينية التي لم يحتمل الكليم أدنى شيء منها أو القلبية بمعنى التجلي التام، فقد روي عنه عليه السلام: لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل، والأرجح أن الله جمع له بين الرؤية البصرية والجنانية ولا يعارضه قول الله لكليمه لن تراني وإن كان حرف لن لتأبيد النفي؛ إذ لا يلزم من نفيها عن موسى عليه السلام نفيها عن محمد - صلى الله عليه وسلم -، والله سبحانه حي موجود فلا يمتنع رؤيته عقلا، وحاسية العين غير ركن للرؤية، ولولا حجب النفس والهوى لرأت العين في الدنيا ما يراه القلب وعكسه [فائدة] قال المؤلف: من خصائصه رؤيته للباري تعالى مرتين، وركوب البراق في أحد القولين [تنبيه] هذا الحديث رواه الدارقطني وغيره عن أنس، وزاد فيه: "في أحسن صورة" قال المؤلف: وهذا إن حمل على رؤية المنام فلا إشكال، أو اليقظة فقد سئل عنه الكمال بن الهمام فأجاب بأن هذا حجاب الصورة اهـ. وجاء في بعض الروايات المطعون فيها: رأيت ربي في صورة شاب، قال العارف ابن عربي : وهو حال من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو في كلام العرب واعلم أن المثلية الواردة في القرآن لغوية لا عقلية؛ لأن المثلية العقلية تستحيل عليه - تعالى وتقدس - وإذا وصفت موجودا بصفة أو أكثر ثم وصفت غيره بتلك الصفة فقد ماثله من وجه وإن كان بينهما تباين من جهة حقائق أخر، لكنهما مشتركان في روح تلك الصفة ومعناها، فكل منهما على صورة الآخر في تلك الصفة فافهم وانظر كونك دليلا عليه سبحانه فإذا دخلت من باب التعرية على المناظرة سلبت النقائص التي تجوز عليك عنه وإن كانت لم تقم به قط لكن المجسم والمشبه لما أضافها إليه سلب تلك الإضافة ولولاه لم يفعل ذلك اهـ. وقال القاضي : الحديث ورد بألفاظ، منها؛ أي: صليت الليلة ما قضى لي ووضعت جنبي في المسجد فأتاني ربي في أحسن صورة، وهذا لا إشكال فيه؛ إذ الرائي قد يرى غير المشكل مشكلا والمشكل بغير شكله، ثم لم يعد ذلك بخلل في الرؤيا، أو خلل في الرائي بل له أسباب أخر تذكر في علم تعبير المنامات، ولولا تلك الأسباب لما افتقرت رؤية الأنبياء إلى تعبير، وإن كان في اليقظة فلا بد من التعبير والتأويل فأقول: صورة الشيء ما به يتميز الشيء عن غيره سواء كان عين ذاته أو جزءه المميز كما يطلق ذلك في الجثث يطلق ذلك في المعاني، فيقال: صورة المسألة كذا، وصورة الحال كذا، فصورته - تعالى- ذاته المخصوصة المنزهة عن مماثلة ما عداه من الأشياء البالغة إلى أقصى مراتب الكمال

(حم عن ابن عباس ) قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح اهـ. ومن ثمة رمز المصنف لصحته



الخدمات العلمية