الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4460 - (رغم أنفه ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه: من أدرك أبويه عنده الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة) (حم م) عن أبي هريرة - (صح) .

التالي السابق


(رغم أنفه) بالكسر؛ أي: لصق بالرغام؛ أي: التراب، هذا أصله ثم استعمل في الذل والعجز عن الانتصاف من الظالم، وقال القاضي : يستعمل رغم مجازا بمعنى كره، من باب إطلاق اسم السبب على المسبب (ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه) كرره ثلاثا؛ لزيادة التنفير والتحذير (من أدرك أبويه عنده الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة) يعني لم يخدمهما حتى يدخل الجنة بسببهما، قال بعضهم: والنبي رؤوف رحيم، أرسل رحمة للعالمين فدعاؤه هنا على من آمن ببعد الرحمة؛ لعله فيمن اشتغل بشهواته عن مرضات ربه بعد ما دله على سبيل الفلاح فتجافى عنه، فكأنه أبى إلا النار بإكبابه على العصيان، والتمرد على الرحمن، فلم يستوجب الغفران؛ حيث لم يعظم من أرسل رحمة بالصلاة عليه، ولم يقم بتعظيم حرمة شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار واستخف بحق والديه فلم يقم بحقهما فحق لهؤلاء أن يطهرهم بالنار إن لم يدركهم اللطف

(حم م) في الأدب (عن أبي هريرة ) ولم يخرجه البخاري .



الخدمات العلمية