الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4462 - (رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المبتلى حتى يبرأ، وعن الصبي حتى يكبر) (حم د ن هـ ك) عن عائشة - (صح) .

التالي السابق


(رفع القلم عن ثلاثة) كناية عن عدم التكليف؛ إذ التكليف يلزم منه الكتابة فعبر بالكتابة عنه وعبر بلفظ الرافع؛ إشعارا بأن التكليف لازم لبني آدم إلا لثلاثة، وأن صفة الرفع لا تنفك عن غيرهم (عن النائم حتى يستيقظ) من نومه (وعن المبتلى) بداء الجنون (حتى يبرأ) منه بالإفاقة، وفي رواية بدل هذا (وعن المجنون حتى يعقل) ، (وعن الصبي) يعني الطفل، وإن ميز (حتى يكبر) وفي رواية (حتى يشب) ، وفي رواية (حتى يبلغ) وفي رواية أخرى (حتى يحتلم) ، قال ابن حبان : المراد برفع القلم ترك كتابة الشر عليهم دون الخير، قال الزين العراقي : وهو ظاهر في الصبي دون المجنون والنائم؛ لأنهما في حيز من ليس قابلا لصحة العبادة منهم لزوال الشعور، فالمرفوع عن الصبي قلم المؤاخذة لا قلم الثواب لقوله - عليه الصلاة والسلام - للمرأة لما سألته: ألهذا حج قال: (نعم) ، واختلف في تصرف الصبي فصححه أبو حنيفة ومالك بإذن وليه، وأبطله الشافعي فالشافعي راعى التكليف وهما راعيا التمييز

(حم د ن هـ ك عن عائشة ) وقال الحاكم : على شرطهما، قال ابن حجر : ورواه أبو داود والنسائي وأحمد والدارقطني والحاكم وابن حبان وابن خزيمة من طرق عن علي، وفيه قصة جرت له مع عمر، وعلقها البخاري .



الخدمات العلمية