الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4695 - (سل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة) (تخ ك) عن عبد الله بن جعفر - (صح) .

التالي السابق


(سل الله العفو) ؛ أي: الفضل والنماء، من عفو الشيء: وهو كثرته ونماؤه ومنه حتى عفوا ؛ أي: كثروا،؛ كذا ذكره الإمام ابن جرير لكن المتبادر أن المراد هنا ترك المؤاخذة بالذنب (والعافية في الدنيا والآخرة) فإن ذلك يتضمن إزالة الشرور الماضية والآتية، قال الحكيم: هذا من جر مع التكلم[جوامع الكلم]؛ إذ ليس شيء مما يعمل للآخرة يتقبل إلا باليقين، وليس شيء من أمر الدنيا يهنأ به صاحبه إلا مع الأمن والصحة وفراغ القلب، فجمع أمر الآخرة كله في كلمة، وأمر الدنيا كله في كلمة، ومن ثم قيل:


لو أنني أعطيت سؤلي لما. . . سألت إلا العفو والعافيه فكم فتى قد بات في نعمة.
. . فسل منها الليلة الثانيه



[تنبيه] قال الصوفية: العارف إذا كمل في مقام العرفان يصير يتأثر من قرصة برغوث، ويسأل العافية منها، ولا يتجلد لها؛ لشهوده ضعفه وعجزه، بخلاف المريد، فإنه من شدة ادعائه القوة يريد أن يقاوم القهر الإلهي، وذلك سوء أدب، ثم آخر الأمر يظهر عجزه، ويسأل العافية

(تخ عن عبد الله بن جعفر) جاءه رجل فقال: مرني بدعوات ينفعني الله بهن قال: نعم، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسأله رجل عما سألتني عنه فذكره



الخدمات العلمية