7248 ص: والدليل على ذلك ما حدثنا يونس ، قال : ثنا علي بن معبد ، قال : ثنا عبيد الله بن عمرو ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن حمزة بن صهيب ، عن أبيه صهيب - رضي الله عنه - قال : قال لي عمر : - رضي الله عنه - : "نعم الرجل أنت يا صهيب لولا خصال فيك ثلاث ، قلت : وما هي يا أمير المؤمنين ؟ قال : تكنيت ولم يولد لك ، وفيك سرف في الطعام ، وانتميت إلى العرب ولست منهم .
قلت : أما قولك : تكنيت ولم يولد لك ; فإن رسول الله -عليه السلام - كناني أبا يحيى ، . وأما قولك : انتميت إلى العرب ولست منهم ; فإني رجل من بني النمر بن قاسط ، سبتنا الروم من الطائف ، بعدما عقلت أهلي ونسبي .
وأما قولك : فيك سرف في الطعام ; فإن رسول الله -عليه السلام - قال : خياركم من أطعم الطعام " .
[ ص: 246 ] فهذا عمر - رضي الله عنه - قد أنكر على صهيب أن يتكنى قبل أن يولد له ، فدل ذلك أنهم أو أكثرهم لا يكتنون حتى يولد لهم فيكتنون بأبنائهم ، فلما ولد لذلك الأنصاري ابن فسمي القاسم ، ، أنكرت الأنصار ذلك عليه ; لأنه إنما سمى به ليكنوه به ، فأبوا ذلك وأنكروه عليه ، فأثنى عليهم رسول الله -عليه السلام - لذلك .


