الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                7127 7128 7129 7130 ص: وفي الحديث غير هذا :

                                                حدثنا ابن أبي داود ، قال : ثنا الوهبي ، قال : ثنا أبو إسحاق ، عن عمرو بن شعيب ، عن المغيرة بن حكيم ومجاهد ، أنهما سمعا أبا هريرة يقول : " ما كان أحد أحفظ لحديث رسول الله -عليه السلام - مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو ; " ، فإني كنت أعي بقلبي وكان يعي بقلبه ويكتب بيده ، استأذن النبي -عليه السلام - في ذلك فأذن له " .

                                                حدثنا يونس ، قال : أنا ابن وهب ، قال : أخبرني عبد الرحمن بن سليمان ، عن عقيل بن خالد ، عن عمرو بن شعيب ، أن شعيبا حدثه ومجاهدا ، عن عبد الله بن عمرو قال : "قلت : يا رسول الله ، أكتب ما سمعت منك ؟ قال : نعم ، قلت : عند الغضب والرضا ؟ قال : نعم ، إنه لا ينبغي لي إلا أن أقول حقا " .

                                                حدثنا يونس ، قال : أنا ابن وهب ، قال : أخبرني يعني عبد الرحمن بن سليمان ، عن عقيل بن خالد ، عن المغيرة بن حكيم ، أنه سمع من أبي هريرة . . ... ، فذكر نحوا من ذلك .

                                                حدثنا ربيع الجيزي ، قال : ثنا ابن أبي مريم ، قال : أخبرني يحيى بن أيوب ، عن عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال : " قلت : يا رسول الله ، إني أسمع منك أشياء أخاف [أن] أنساها ، أفتأذن لي أن أكتبها ؟ قال : نعم " .

                                                [ ص: 143 ] وفي هذه الآثار الإباحة لكتابة العلم ، وخلاف حديث أبي سعيد الذي ذكرناه في أول هذا الباب .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي وجاء في حديث النبي -عليه السلام - غير ما جاء في حديث أبي سعيد الخدري ، وهو ما يدل على إباحة كتابة العلم .

                                                وأخرج في ذلك عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص .

                                                أما عن أبي هريرة فأخرجه من طريقين صحيحين :

                                                الأول : عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن أحمد بن خالد الكندي الوهبي ، عن محمد بن إسحاق ، عن المغيرة بن حكيم الصعاني الأبناوي ، وثقه يحيى والعجلي والنسائي ، وروى له مسلم ، واستشهد به البخاري .

                                                وأخرجه البيهقي في كتاب "المدخل " : أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالوا : ثنا أبو العباس -هو الأصم - ثنا أبو زرعة الدمشقي ، ثنا أحمد بن خالد ، نا محمد بن إسحاق (ح).

                                                وثنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو عمرو السماك ، نا حنبل بن إسحاق ، نا أحمد بن عبد الملك الحراني سأله أبو عبد الله عنه فحدثه به ، قال : نا محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن عمرو بن شعيب ، عن مجاهد والمغيرة بن حكيم ، قالا : سمعنا أبا هريرة يقول : "ما كان أحد أعلم بحديث رسول الله -عليه السلام - مني ، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو ; فإنه كان يكتبه بيده ويعيه بقلبه وكنت أعي ولا أكتب ، واستأذن رسول الله -عليه السلام - في الكتاب عنه ، فأذن له " .

                                                قوله : "أعي بقلبي " أي أحفظ ، من وعى يعي وعيا أي حفظ يحفظ ، وأصل أعي : أوعي ، حذفت "الواو " تبعا لحذفها من يعي ; لأنها حذفت فيه لوقوعها بين الكسرة والياء . فافهم .

                                                الثاني : عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ، عن عبد الرحمن بن [ ص: 144 ] سلمان -بفتح السين وسكون اللام - الرعيني الحجري المصري ، وثقه ابن يونس ، وروى له مسلم والنسائي .

                                                عن عقيل - بضم العين - بن خالد الأيلي ، عن المغيرة بن حكيم ، عن أبي هريرة .

                                                وأخرجه عبد الله بن وهب في "مسنده " .

                                                وأما عن عبد الله بن عمرو فأخرجه أيضا من طريقين :

                                                الأول : بإسناد صحيح . عن يونس بن عبد الأعلى . . . . إلى آخره .

                                                وأخرجه البيهقي في "المدخل " : أنا أبو عبد الله بن البياع الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنا ابن وهب ، أخبرني عبد الرحمن بن سلمان ، عن عقيل بن خالد . . . . إلى آخره نحوه .

                                                الثاني : عن ربيع بن سليمان الجيزي الأعرج ، عن سعيد بن الحكم -المعروف بابن أبي مريم شيخ البخاري - عن يحيى بن أيوب الغافقي ، عن عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني أبي مسعود المقدسي ، ضعفه مسلم . وقال : عمرو بن علي : منكر الحديث . وقال أبو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج به . روى له ابن ماجه ، وهو يروي عن أبيه عطاء الخراساني ، روى له الجماعة إلا البخاري .

                                                وقوله : "ففي هذه الآثار " أراد بها أحاديث أبي هريرة وعبد الله بن عمرو .




                                                الخدمات العلمية