الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                [ ص: 161 ] 7155 ص: ويحتمل أن يكون الكي منهيا عنه على ما في الآثار الأول ، ثم أبيح بعد ذلك على ما في هذه الآثار الأخر ، وذلك أن ابن أبي داود : حدثنا ، قال : ثنا خطاب بن عثمان ، قال : ثنا إسماعيل بن عياش ، عن سليمان بن سليم ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال : " جاء رجل إلى رسول الله -عليه السلام - يستأذنه في الكي فقال : لا تكتو ، . فقال : يا رسول الله ، بلغ بي الجهد ، ، ولا أجد بدا من أن أكتوي ، . قال : ما شئت ، أما إنه ليس من جرح إلا هو آتي الله -عز وجل - يوم القيامة يدمي يشكو الألم الذي كان بسببه ، وإن جرح الكي يأتي يوم القيامة يذكر أن سببه كان من كراهة لقاء الله -عز وجل - ، ثم أمره أن يكتوي " . .

                                                ففي هذا الحديث نهي رسول الله -عليه السلام - عن الكي وإباحته إياه بعد ذلك ، فاحتمل أن يكون ما في الآثار الأول كان من رسول الله -عليه السلام - في حال النهي المذكور في هذا الحديث ، وما كان من الإباحة في الآثار الأخر كان عندما كان منه من الإباحة المذكورة في هذا الحديث ، فتكون الإباحة ناسخة للنهي .

                                                التالي السابق


                                                ش: هذه إشارة إلى بيان وجه آخر في التوفيق بين أحاديث هذا الباب ، وحاصله أن أحاديث النهي عن الكي تكون منسوخة بأحاديث الإباحة ، والأصل أن المحرم والمبيح إذا اجتمعا يكون الحكم للمحرم احتياطا، لكن فيما إذا لم يكن يعلم المتقدم والمتأخر ، فإذا علم التقدم والتأخر يكون المبيح ناسخا إذا تقدم ، وها هنا إباحة النبي -عليه السلام - الكي بعد منعه، فدل على أنه كان ناسخا ، والدليل على ذلك حديث عبد الله بن عمرو بن العاص .

                                                أخرجه عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن خطاب بن عثمان الفوزي ، شيخ البخاري ، عن إسماعيل بن عياش -بالياء المشددة آخر الحروف ، وبالشين المعجمة - الشامي الحمصي ، قال دحيم : ثقة في الشاميين وخلط عن المدنيين . وقال البخاري : إذا حدث عن أهل بلده فصحيح ، وإذا حدث عن غيره ففيه نظر . واحتجت به الأربعة .

                                                [ ص: 162 ] عن سليمان بن سليم الكناني الحمصي -قال الدارقطني : ثقة . وروى له الأربعة ، عن عمرو بن شعيب ، وثقه العجلي والنسائي ، عن أبيه شعيب بن محمد ، وثقه ابن حبان وغيره ، عن جده عبد الله بن عمرو وقد مر الكلام غير مرة في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه ، عن جده .




                                                الخدمات العلمية