الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                [ ص: 79 ] 7055 ص: حدثنا أبو أمية ، قال : ثنا سريج بن النعمان ، قال : ثنا هشيم ، عن ابن شبرمة ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا عدوى ، . فقال رجل : يا رسول الله ، فإن النقبة من الجرب تكون بجنب البعير فيشمل ذلك الإبل كلها جربا ! فقال رسول الله -عليه السلام - : فمن أعدى الأول ؟ خلق الله -عز وجل - كل دابة فكتب أجلها ورزقها وأثرها " .

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح .

                                                وأبو أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي .

                                                وسريج -بضم السين المهملة وبالجيم - بن النعمان الجوهري ، شيخ البخاري .

                                                وهشيم هو ابن بشير .

                                                وابن شبرمة هو عبد الله بن شبرمة بن الطفيل الضبي الكوفي القاضي ، فقيه أهل الكوفة التابعي .

                                                وأبو زرعة بن عمرو قيل : اسمه هرم ، وقيل : عبد الله ، وقيل : عبد الرحمن ، روى له الجماعة .

                                                وأخرجه أحمد في "مسنده " : ثنا هاشم ، نا محمد بن طلحة ، عن عبد الله بن شبرمة ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله -عليه السلام - : "لا يعدي شيء شيئا -ثلاثا - فقام أعرابي فقال : يا رسول الله ، إن النقبة تكون بمشفر البعير أو بعجبه ; فتشمل الإبل جربا ! قال : فسكت ساعة ، ثم قال : ما أعدى الأول ؟ ! لا عدوى ولا صفر ولا هامة ; خلق الله -عز وجل - كل نفس ، فكتب حياتها وموتها ومصيباتها ورزقها " .

                                                قوله : "فإن النقبة " بضم النون وسكون القاف وفتح الباء الموحدة ، وهو أول شيء يظهر من الجرب ، وجمعها نقب بسكون القاف ; لأنها تنقب الجلد أي تحرقه .

                                                [ ص: 80 ] قوله : "وأثرها " بفتحتين ، وأراد به : مشيها في الأرض ، ومن ذلك سمي الأجل أثرا لأن من مات لا يبقى له أثر ، فلا يرى لأقدامه في الأرض أثر .




                                                الخدمات العلمية