الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6163 ص: وكان من الحجة لهم على أهل المقالة الأولى أن سرور النبي -عليه السلام - بقول مجزز المدلجي الذي ذكروا في حديث عائشة ، - رضي الله عنها - ليس فيه دليل على ما توهموا من وجوب الحكم بقول القافة ; لأن أسامة قد كان نسبه ثبت من زيد قبل ذلك ولم يحتج النبي -عليه السلام - في ذلك إلى قول أحد ، ولولا ذلك لما كان دعا أسامة فيما تقدم إلى زيد ، . وإنما تعجب النبي -عليه السلام - من إصابة مجزز ، كما تعجب من ظن الرجل الذي يصيب بظنه حقيقة الشيء الذي ظنه ، ولا يجب الحكم بذلك ، وترك رسول الله -عليه السلام - الإنكار عليه ; لأنه لم يتعاط بقوله ذلك إثبات ما لم يكن ثابتا فيما تقدم ، فهذا ما يحتمله هذا الحديث .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي وكان من الدليل والبرهان للآخرين على أهل المقالة الأولى ، وأراد بها الجواب عما احتجوا به من حديثمجزز ، وهو ظاهر .

                                                قوله : "وترك رسول الله -عليه السلام - . . . . " إلى آخره جواب عن قوله : "فلما سكت ولم ينكر عليه " .

                                                قوله : "لأنه لم يتعاط " أي لم يتناول ولم يأخذ بقوله ذلك .




                                                الخدمات العلمية